الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

خطة إسرائيلية لترحيل فلسطينيي غزة إلى جنوب السودان.. تهجير قسري جديد تحت غطاء “إعادة التوطين”

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن مباحثات سرية تجريها الحكومة الإسرائيلية مع دولة جنوب السودان، لبحث إمكانية إعادة توطين آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة في مخيمات داخل الدولة الإفريقية التي تعاني بدورها من الحرب والجوع.

وأكد ستة مصادر مطلعة للوكالة أن هذه المحادثات، التي لم يحدد مدى تقدمها، تأتي في إطار خطة أوسع لتشجيع “الهجرة الجماعية” من القطاع المحاصر منذ أكثر من 22 شهرًا، في خطوة يصفها خبراء بالقسرية وتنطوي على نقل سكان من منطقة مدمرة ومعرضة للمجاعة إلى أخرى غارقة في أوضاع إنسانية مشابهة.

الخطة، إذا ما نُفذت، قد تمنح جنوب السودان فرصة لتوثيق علاقاتها مع إسرائيل، في وقت يرى مراقبون أنها تحمل بصمة المشروع الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فبراير الماضي بشأن “إعادة توطين سكان غزة”.

ورغم امتناع وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق، فإن شخصيات سياسية ومدنية في جنوب السودان أكدت اطلاعها على النقاشات، فيما تحدث جو سزلافيك، مؤسس شركة ضغط أمريكية تعمل مع جوبا، عن إحاطات تلقاها حول زيارة مرتقبة لوفد إسرائيلي لبحث إقامة مخيمات مؤقتة، تموّلها إسرائيل على الأرجح.

المعارضة الدولية لهذه الخطط لا تزال قوية، إذ ترفض الدول العربية ومعظم دول العالم، باستثناء الولايات المتحدة، أي ترتيبات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. وتأتي هذه التطورات بعد تسريبات سابقة عن محادثات مشابهة أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة مع السودان والصومال و“أرض الصومال” الانفصالية، وجميعها مناطق تعاني من النزاعات المسلحة وانهيار البنية التحتية.

في خلفية هذه التحركات، يرى محللون أن جنوب السودان يسعى لاستغلال الملف الفلسطيني كورقة تفاوضية مع واشنطن، في محاولة لرفع حظر السفر والعقوبات عن بعض النخب السياسية، خاصة أنه سبق وقبل استقبال ثمانية أفراد تم ترحيلهم جماعيًا من الولايات المتحدة.

ويصف مراقبون المشهد بأنه “هدايا سياسية مسبقة” هدفها كسب الود وتحصيل مكاسب اقتصادية ودبلوماسية في ظل ضائقة مالية خانقة.

الخطوة الإسرائيلية، إذا صحت، تمثل حلقة جديدة في مسار طويل من سياسات تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها عبر أدوات غير مباشرة، مستخدمةً أزمات الدول الإفريقية الهشة كمنصات لتصدير الأزمة، وهو ما يثير تساؤلات أخلاقية حول شرعية هذه السياسات في القانون الدولي.

نقل سكان غزة من منطقة منكوبة إلى أخرى غارقة في النزاعات لا يحل المأساة، بل يعيد إنتاجها في جغرافيا جديدة، مع ما يترتب عليه من احتمالات تفجر أزمات إنسانية وأمنية مضاعفة.

كما أن قبول جنوب السودان أو غيره بهذه الخطط قد يزج بها في قلب صراع الشرق الأوسط، ويجعلها جزءًا من لعبة النفوذ الإقليمي بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، والكتلة العربية الرافضة من جهة أخرى.

https://anbaaexpress.ma/hyben

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى