د. أميرة عبد العزيز
في الوقت الذي يشهد فيه المغرب طفرة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة، مسجلاً معدلات نمو إيجابية في قطاعات الطاقة المتجددة، السياحة، والصناعات التحويلية، حيث أعلن البنك الدولي عن توقعات نمو للمملكة تفوق 4% في السنوات الأخيرة (World Bank, 2024)، تأتي خرجة نبيلة منيب لتؤكد مرة أخرى أنها لا تقدم سوى خطاب نقدي سطحي بلا رؤية أو مشروع بديل.
خطاب منيب لا ينفصل عن سياق أوسع، وهو صدى خطابي مألوف يُطلقه نظام العسكر في الجزائر، ذلك النظام الأوليغارشي الذي يتحكم في القرار السياسي والاقتصادي منذ عقود، ويقمع الحريات العامة، ويحكم بيد من حديد من مركزه في المرادية (Freedom House, 2023).
هذا النظام لا يقبل التداول السلمي للسلطة، ويستخدم أدوات متعددة لاستهداف استقرار جيرانه، وعلى رأسهم المغرب.
المغرب، في المقابل، يسير في مسار إصلاحي مؤسسي متقدم، بدستور 2011 الذي عزز التعددية السياسية والحريات العامة، حيث شهدنا انتخابات نزيهة ومراقبة دولياً (European Parliament Report, 2023). وعلى عكس الجزائر، هناك مجتمع مدني نشط وإعلام متنوع يعمل ضمن حدود واضحة لكنه يتسم بحرية نسبية.
منيب، التي تكرر خطاب التشكيك والإنكار دون تقديم حلول، تتحول إلى أداة بيد خطاب الأوليغارشية العسكرية في المرادية، حيث تغذي السلبية وتضعف المشروع الوطني المغربي.
أما المعارض الحقيقي، فهو من يطرح بدائل ويشارك في بناء الوطن لا من يردد شعارات تقوضه.
في النهاية، يمكننا القول إن هذه الخرجة ليست سوى واجهة خطاب أوليغارشي إقليمي يسعى إلى تعطيل النموذج المغربي الناشئ، وما على المغاربة إلا أن يثقوا في مؤسسات بلدهم ويواصلوا دعم مسار التنمية والديمقراطية، بعيداً عن أصوات تتماهى مع نظام عسكري لا يؤمن بالتغيير أو الإصلاح.
