في أجواء مليئة بمشاعر العرفان بعطاءات أعلام الصحافة المغربية، شهدت القاعة الكبرى للبلدية، ضمن فعاليات الملتقى الدولي لمغاربة العالم بقلعة مكونة في دورته الثالثة، لحظة إنسانية خاصة، تم خلالها تكريم هرم الإعلام الإذاعي المغربي الأستاذ مولاي الحسين العمراني، تقديرًا لمسيرته المهنية الاستثنائية المتدة لأكثر من ثلاثة عقود.
الاستاذ العمراني يُعد أول إعلامي مغربي يجمع بين العمل في الإذاعة والتلفزيون والإعلام المكتوب والرقمي، وانطلقت مسيرته منذ سنة 1986، وارتبط اسمه بعشرات البرامج الثقافية والفنية والاجتماعية والتراثية، إلى جانب مساهماته في السهرات والتحقيقات بالقنوات الوطنية، وخاصة القناة الأولى والقناة الأمازيغية.
وقد توج مشواره بعدة جوائز رفيعة، منها الجائزة الوطنية للصحافة (2010) والجائزة الكبرى لمهرجان اتحاد إذاعات وتلفزيونات الدول العربية (2018).

يأتي تكريم الاعلامي المغربي اللامع، على هامش أشغال ندوة علمية بعنوان: “الهجرة غير النظامية: الأسباب والتحديات والآفاق ودور مغاربة العالم في التنمية“، والتي ناقش خلالها خبراء من داخل المغرب وخارجه أبرز المحاور المطروحة للنقاش العام، في علاقة بتسهيل مساهمات مغاربة العالم في تنمية المناطق القروية وتبسيط المساطر الإدارية.
وكذا تقديم تحفيزات واضحة للاستثمار التنموي في القرى النائية وتعزيز الحضور الإعلامي والرقمي المغربي الموجه للرأي العام في بلدان الاستقبال، المرتبطة بالترافع الدولي حول مغربية الصحراء، والترويج لمقترح الحكم الذاتي.
وتناولات النقاشات والتوصيات المقدمة، مقترح إحداث قناة فضائية موجهة للجالية المغربية بالخارج، بإدارة كفاءات مهاجرة، ناهيك عن البدء في وضع استراتيجية تواصل وطنية دائمة مع المهاجرين، بدل التواصل الموسمي، وتناول وإبراز مخاطر الهجرة غير النظامية ومعاناة المهاجرين غير النظاميين.

هكذا جمع الحدث بين الوفاء لرموز الإعلام الوطني من خلال تكريم الاستاذ مولاي الحسين العمراني، وبين البحث في قضايا استراتيجية تمس حاضر ومستقبل مغاربة العالم.
وجدير بالذكر، أن الملتقى عرف إشادة واسعة لما لقيه من نجاح باهر، يُثبت إرادة واستعداد الفاعل المحلي بتعاون مع افراد الجالية المغربية لرباح رهان الانتصار لقضايا الوطن وإنجاح الملتقى الدولي لمغاربة العالم بقلعة مكونة في نسخته الثالثة والسمو بمكانته ليصبح أول ملتقى دولي يجمع بين الترافع القوي عن مغربية الصحراء، والدفاع عن القضايا الوطنية، والانشغال بقضايا المغاربة المقيمين بالخارج،
بالإضافة، مؤكّدًا أن قلعة مكونة تحولت لفضاء عالمي للحوار والتواصل وتوحيد الرؤى حول مستقبل الوطن وأبنائه في الداخل والخارج.