يواصل المغرب مسار تحديث قدراته العسكرية، مع تركيز خاص على سلاح الجو الملكي الذي يشهد مفاوضات لحسم صفقة بارزة لتجديد أسطول النقل التكتيكي، عبر بدائل بين طائرة C-130J Super Hercules الأميركية وKC-390 Millennium البرازيلية.
وتقدر قيمة الصفقة بأكثر من 600 مليون دولار لشراء 4 إلى 5 طائرات جديدة، في إطار رؤية دفاعية شاملة تتجاوز مجرد التزود بالمعدات نحو بناء قاعدة صناعية محلية مستدامة.
الخطوة تأتي متزامنة مع رفع ميزانية الدفاع المغربي لعام 2024 إلى 12.88 مليار دولار، ما يعكس رغبة المملكة في تعزيز قدراتها على الردع لمواجهة التحديات الأمنية، من النزاع الإقليمي في الصحراء إلى تهديدات الساحل والإرهاب والجريمة المنظمة.
العرض البرازيلي يتجاوز البعد العسكري نحو بعد صناعي، حيث وقعت “إمبراير” مذكرة تفاهم لإنشاء مركز طيران متكامل بالمغرب باستثمار يفوق مليار دولار حتى 2035، بما يتيح نقل التكنولوجيا وتكوين كوادر محلية.
في المقابل، تراهن “لوكهيد مارتن” على شراكتها التاريخية مع المغرب، وخبرة طائراتها التي شكّلت عماد النقل الجوي المغربي لعقود، إضافة إلى وجود مركز صيانة معتمد لها ببنسليمان.
ويرى مراقبون أن أيًّا كان الاختيار النهائي، فإن توجه الرباط يعكس استراتيجية دفاعية متكاملة تقوم على تنويع الشركاء وتطوير الصناعات العسكرية المحلية، في ظل بيئة إقليمية مضطربة.
تحديث سلاح الجو، وفق هذه الرؤية، ليس مجرد خيار تقني، بل أداة حاسمة لضمان التفوق العملياتي والجاهزية لمواجهة التهديدات، مع تعزيز مكانة الجيش المغربي كقوة إقليمية صاعدة.
