أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، أن ملف مياه النيل قد يُستغل كأداة ضغط على القاهرة، مشدداً على أن مصر لن تتهاون مع أي تهديد يمس أمنها المائي، في إشارة واضحة إلى استعداد بلاده لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه أزمة سد النهضة الإثيوبي.
تصريحات السيسي، التي جاءت خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني في القاهرة، حملت رسائل مزدوجة: طمأنة الداخل المصري بأن الحقوق المائية “خط أحمر”، وتوجيه إنذار مبطن لإثيوبيا بأن القاهرة قد تتحرك على أكثر من صعيد، سواء عبر الضغط الدبلوماسي في مجلس الأمن، أو من خلال بناء تحالفات أوسع داخل حوض النيل.
وشدد السيسي على أن مصر تدعم التنمية في دول الحوض شريطة ألا تمس حصص المياه المقررة تاريخياً لمصر والسودان. كما أعاد التأكيد على التمسك بالقانون الدولي لضمان تدفق حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وسط استمرار الخلافات مع أديس أبابا التي ترفض توقيع اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
تحمل هذه التصريحات وفق مراقبين بعدا استراتيجياً، إذ تزامنت مع استمرار جمود المفاوضات، ما يعكس توجه القاهرة نحو سياسة أكثر تشدداً للحفاظ على أمنها المائي في مواجهة ما تعتبره “تهديداً وجودياً”.