أفريقياسياسة
أخر الأخبار

الخطاب الذي طوى ملف الصحراء الغربية.. وفتح صفحة جديدة في ملف الصحراء الشرقية

بلا أدنى شك، الخطاب لا يفتح باب التفاوض حول الصحراء الغربية التي باتت محسومة، بل يوجّه الأنظار بحكمة وعزم نحو معالجة الملفات العالقة الأخرى بحسن نية واقتدار، بما يعزز مكانة المغرب الإقليمية والدولية، ويؤكد على دوره كفاعل رئيسي في استقرار وأمن المنطقة..

د. أميرة عبد العزيز

في خطاب عيد العرش المجيد، أطلّ علينا جلالة الملك محمد السادس بكلماتٍ ملؤها الحسم والعزة، ليضع نقطةً نهائيةً على ملف الصحراء الغربية الذي حُسم أمره حسمًا لا رجعة فيه، وليعلن بوضوح أن المغرب لن يتنازل عن ذرة تراب من صحرائه، وأن السيادة المغربية على الصحراء الغربية باتت راسخة، مدعومة باعتراف دولي متزايد لا يترك مجالًا للشك أو التردد.

لقد كان الخطاب بيانًا شامخًا يُجسّد قوة الدولة المغربية وعزيمتها في الدفاع عن وحدتها الترابية، مؤكدًا على أن ملف الصحراء الغربية لم يعد خاضعًا لأي نقاش أو تفاوض ثنائي مع الجزائر، التي لا يحق لها التدخل في هذا الشأن، فالمغرب هو السيد الوحيد على أرضه.

وهذا الموقف الصلب، الذي عبّر عنه الملك بلهجة واضحة وقاطعة، يعكس انتصار الدبلوماسية المغربية التي أذكت شرارة الاعترافات الدولية والمواقف الحازمة التي كرست شرعية المغرب على هذه الأرض الطاهرة.

ومع هذا الانتصار، جاء الخطاب بلمسة من الحكمة السياسية، حيث فتح جلالة الملك نافذة جديدة على الملفات العالقة الأخرى، والتي لا تعني الصحراء الغربية، بل “الصحراء الشرقية” التي اقتطعتها فرنسا عبر عقود الاستعمار.

لقد كان الملك واضحًا حين تحدث عن “حل يحفظ ماء الوجه”، في رسالة ذكية موجّهة إلى الجزائر التي ظلّ هذا الملف معها في دائرة الانتظار، حيث لم تُصادق بعد على اتفاقيات من شأنها حسم الوضع.

هذا الخطاب يحمل في طياته إعلانًا ذكيًا مفاده أن المغرب يرفع راية الحوار المسؤول، ولكن من موقع القوة والثبات على السيادة، مدعوماً بتاريخ حافل وحقائق لا يمكن إنكارها.

إن دعوة الملك إلى حل يحفظ ماء الوجه ليست تراجعًا، بل هي انتصار للفطنة السياسية التي تدرك أن بناء المستقبل يمر عبر تصحيح ملفات التاريخ بروح ناضجة تحفظ الكرامات، وتؤسس لعلاقات شراكة حقيقية.

بلا أدنى شك، الخطاب لا يفتح باب التفاوض حول الصحراء الغربية التي باتت محسومة، بل يوجّه الأنظار بحكمة وعزم نحو معالجة الملفات العالقة الأخرى بحسن نية واقتدار، بما يعزز مكانة المغرب الإقليمية والدولية، ويؤكد على دوره كفاعل رئيسي في استقرار وأمن المنطقة.

إن هذه الكلمات الملكية ليست مجرد خطاب، بل هي إعلان نصر سياسي ودبلوماسي عظيم، يبعث برسالة واضحة إلى كل من يهمه الأمر: المغرب لا يُساوم على سيادته، والمستقبل يُبنى على الاحترام المتبادل، والحكمة في فتح الأبواب المغلقة مع الجزائر نحو حل يحفظ ماء الوجه، وكرامة الجميع.

فالانتصار اليوم ليس فقط في حسم الصحراء الغربية، بل في قوة رؤية جلالة الملك التي تجعل من المغرب قوة صلبة لا تهتز، ودولة ذات سيادة تحكم مصيرها، ونبراسًا ينير درب السلام والتعاون في شمال أفريقيا بأسره.

فهل سيلتقط حكام الجزائر هذه الرسالة الحكيمة، ويغتنمون هذه الفرصة التاريخية؟

https://anbaaexpress.ma/ycyu2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى