التعبير عن الحب ومعايشته، بتكون نابعة من ثورة عارمة داخل الزول: في جوفه، وفي كيانه، وفي أنفاسه، وكل حركاته وسكناته؛ فيه التهور، والانفعال، والتحدي، والتخطي، والاندفاع، والحماس، والصبر، وبطولة البال.
أنا حقيقة لا أؤمن بالحب البارد، البنتظروه انتظار؛ ده مضيعة زمن، وما بحمل قيمة سامية، ولا يُعبَّر عنه بحال من الأحوال، والعمر ماشي متناقص بطبيعة الحال، فأحسن يكون دفاق، وحار، وصادق، بكل المقاييس.
ممكن نقول إنو الحب إحساس بالسعادة في أشياء أخرى كتيرة مفقودة في حياة الواحد فينا؛ معاوضة للحقيقة الغائبة جوانا: حقيقة الحب والمستحيل، أو الحب والظروف.. وهنا بتكون المشكلة.
مشكلة عدم القدرة على التعبير، أو التقدير للموقف، أو حتى التلميح بيه.. مشكلة بجد.
ليه بنعشق؟ ليه بنغالب المستحيل؟
أفتكر ده أقوى أنواع الحب، بغض النظر عن نجاح التجربة من فشلها؛ المهم هو معايشته، رغم كل الظروف البتحيك بين المحبين، ورغم كل الحواجز النفسية والاجتماعية؛ لكن معايشته أفضل من عدمه.
ريما هناك بصيص أمل للحظة جاية.. أكيد حتجي.
الحب مواجهة كبرى، إبحار ضد التيار؛
زي ما قال شاعرنا الكبير نزار قباني.
غير مهم الوصول لممارسة الحب جنسياً أو بدنياً، على قدر ما مهم ممارسته لحظة بلحظة، وتحقيق أقل رغباته في تبادل المشاعر بصدق وإخلاص طول العمر؛ حتى لو فشلت التجربة، فلتنجح العلاقة، ويدوم الحب بالمعروف بين الناس، بيني وبينها مثلاً، أو بينك وبينها هي.
مشكلتي أنا زول حساس ومرهف للغاية، بالفطرة وبالفكرة، ولو ما كان ما كان من اتجاهي الفكري والمهني، لكنت فناناً مغنياً، ولا مادحاً، بكاياً.
والغريبة: إذا حاولت أغني أو أمدح أو أنشد، ببكي بسرعة رهيبة، والعَبرة تمسكني من حلقي، وما بقدر أنطق ولا كلمة واحدة، رغم إنّي إذا أي فنان غنّى، أنا بردد وراه بصوت أجش، مليان عَبرات و”عوارة”!
ذات الشيء في المديح النبوي والإنشاد العرفاني، ببلغ بيهم درجة عالية من النقاء الروحي، والصفاء الذهني والنفسي، والارتياح الوجداني بلا شك.
عادةً بسمع أغاني، أو إنشاد عرفاني، أو مديح، أو محاضرة، أو ما أشبه من اليوتيوب أو الفيسبوك وغيره، بعد صلاة الفجر كده؛ ده أنسب وقت ممكن للدخول في عالم صفوي جداً، ما بعرف خاطرة النفوس، ولا مشاغل الدنيا، ولا مشاكل الناس.
لحظة تجلّي وتخلّي كلية.
تعالي معاي — أيوة انت، إياك أعني — تعالوا اسمعوا معاي أغاني وردي العاطفية:
الود، لو بهمسة، الحزن النبيل، وقسم بمحيّك البدري، وبعد إيه، وارتعاشاتك بتحكي،
ولود الأمين بـ تتعلم من الأيام، وزاد الشجون، قلنا ما ممكن تسافر، وسوف يأتي باسم الثغر يلوح بالأماني، وغيرهم كتير.
أصعب واحدة في الأغاني دي: أغنيات البعاد والفراق.
“قلنا ما ممكن تسافر، نحن ما صدقنا إنك، بجلالك جيتنا زائر”.
عشان نعيش الحب، وما يبقى شعار فضفاض ما عنده قيمة:
“عيش معاي الحب، عيش معايا حناني، خليني أنسى سنين عشتهم وحداني”.
طيب، تعالي انت نسمع سوا مزيكا، وكلٌ يرقص على هواه..
“وإن شاء الله القيامة تقوم”.