في خطوة تكشف عمق الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة بين إسبانيا وإسرائيل، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة 22 غشت، عمدة مدينة برشلونة جاومي كولبوني من دخول أراضيها، رغم أن زيارته كانت مبرمجة للوصول قبيل منتصف الليل.
وأفادت هيئة السكان والهجرة بوزارة الداخلية الإسرائيلية أن القرار استند إلى “قانون الدخول إلى إسرائيل”، وجرى بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، حسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.
ويرتبط المنع مباشرة بمواقف كولبوني المناهضة لإسرائيل، خاصة بعد مصادقة مجلس بلدية برشلونة في ماي الماضي على قرار يقضي بقطع العلاقات الرسمية معها.
وكان برنامج زيارة العمدة يتضمن جولة في مؤسسة “ياد فاشيم” الخاصة بذكرى المحرقة، وزيارات ميدانية إلى مناطق بالضفة الغربية تخضع للسلطة الفلسطينية.
ويأتي هذا القرار في سياق إقليمي ودولي مشحون، إذ يتزامن مع انتقادات غير مسبوقة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للحكومة الإسرائيلية، متهماً إياها بانتهاج “سياسات إبادة” في قطاع غزة، لا سيما عقب اعتراف إسبانيا رسمياً بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت في تل أبيب بأنها “طعنة دبلوماسية”.
ويطرح هذا التطور أسئلة حول مستقبل العلاقات الإسبانية–الإسرائيلية، حيث يبدو أن الخلاف لم يعد محصوراً في المواقف الرمزية، بل بدأ يترجم إلى إجراءات عملية تمس شخصيات سياسية رفيعة.
كما يعكس المنع محاولة إسرائيلية لإرسال رسالة قوية بأن أي موقف رسمي داعم للفلسطينيين ستكون له تبعات مباشرة، وهو ما قد يزيد من حدة الاستقطاب الأوروبي بشأن الحرب في غزة، ويضع مدريد في مواجهة مباشرة مع تل أبيب داخل المحافل الدولية.