أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، موجة غضب عربي وإدانات رسمية من عدة دول، عقب إعلانه العلني تأييده لما يسمى بـ”رؤية إسرائيل الكبرى”.
وجاءت تصريحاته في مقابلة مع قناة i24 الإسرائيلية، بعد نحو 50 يومًا من تصويت الكنيست لصالح ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.
نتنياهو، الذي وصف نفسه بأنه يحمل “مهمة تاريخية وروحانية” تتوارثها الأجيال، كشف عن تلقيه خريطة لـ”إسرائيل الكبرى” تضم أراضي من فلسطين المحتلة والأردن ولبنان وسوريا ومصر، مؤكدًا دعمه الكامل لهذه الرؤية.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت مهمته تمثل الشعب اليهودي، قال: “إذا كنت تسألني إن كنت أشعر بأنني في مهمة تاريخية وروحية، فالجواب هو نعم”.
مصطلح “إسرائيل الكبرى” ارتبط تاريخيًا بالمناطق التي احتلتها إسرائيل خلال حرب يونيو 1967، إضافة إلى أراضٍ وردت في أطروحات بعض التيارات الصهيونية المبكرة، وهو ما يجعل تصريحات نتنياهو امتدادًا لخطاب توسعي متجذر في الفكر السياسي الإسرائيلي.
تصريحات رئيس الحكومة جاءت متزامنة مع مواقف مشابهة من وزراء في حكومته، عبّروا فيها عن أطماع في السيطرة على أراضٍ داخل الأردن ومصر ضمن نفس المشروع، ما يعكس انسجامًا بين رأس السلطة التنفيذية وأجنحة اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحاكم.
تحليلا، تكشف هذه التصريحات عن انتقال الخطاب التوسعي من الطروحات الأيديولوجية إلى مستوى التصريح السياسي العلني، في وقت يشهد فيه الإقليم تصاعدًا في التوترات وتدهورًا في فرص التسوية.
كما أنها تحمل رسائل ضغط على الدول العربية المجاورة، وتعيد إحياء مشاريع الهيمنة الإقليمية التي تثير حساسية تاريخية منذ النكبة، خاصة مع استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن توقيت هذه التصريحات، ونشر نتنياهو للمقابلة كاملة على حسابه في منصة “إكس”، يشير إلى رغبة في تثبيت هذه الرؤية ضمن الأجندة السياسية الداخلية والدعاية الإقليمية، مستفيدًا من حالة الانقسام العربي، ومحاولًا استثمار التوترات الراهنة لتعزيز موقعه أمام قاعدته اليمينية.