في نقاش جماعي وصف بالحاد، جمعتنا جلسة مع ثلة من الفاعلين.. كان النقاش منصبا على ظاهرة الكلاب الضالة، اضحت الآراء متناقضة.. بسطت وجهة نظري في القانون الجديد المؤطر لحماية تلك الحيوانات من الضلال.. وكيفة التوفيق بين حماية سلامة الناس والتوازن البيولوجي.. مع التأكيد عل ضمان سلامة الناس.
أيدت العقوبات التي تفرض على من يطعم الكلاب الضالة وتربيتها بدون ضمانات صحية وغيرها، وقلت بالحرف الواحد.. أن إطعام الحيوانات الضالة في المدن والأحياء والشوارع يزيد من تكاثرها واستقرارها بين الناس.. وهذا بحده يشكل خطرا كبيرا..
اشتد النقاش.. انحرف قليلا.. قيل لي.. انت تدعي الإنسانية وتؤيد القانون.. كان ردي مباشرا.. قلت نعم الإنسانية مع الإنسان.. والكلاب الضالة تبقى ضالة ولا فرق عندى بين كلب هادئ أو كلب ينبح كثيرا.. فكلاهما مزعجان.. من الناحيتين الصحية والسلامة الجسدية والنفسية.
توقف الكلام. ضحك الجميع. وانتهت الجلسة.. وختمت الكلام بعبارة اسمها. ليست الكلام الضالة هي التي تنبح كثيرا وإنما هي تلك التي لا تراعي سلامة وطمأنينة الناس في أنفسهم وابنائهم وأسرهم وهكذا دواليك.
انتهي النقاش، انصرف الجميع.. جلست وحدي قليلا. بعدها قصدت نادلة المقهى.. قالت لي.. كل من جالست في في الطاولة لم يؤدي ثمن مشروبه.
ترجلت وأعطيت للنادلة حسابها.. فقلت في نفسي.. ربما حتى الجنس البشري يميل للنباح فقط لكي يستفيد من أزمة الضلال!..