دعوة مليشيا البوليساريو.. تشعل أزمة جديدة بين المغرب والحزب الشعبي الإسباني

أثار الحزب الشعبي الإسباني (PP) جدلاً واسعًا بعد دعوته لممثل جبهة “البوليساريو” في إسبانيا

عبد الله العربي لحضور مؤتمره الاستثنائي نهاية الأسبوع الماضي

ما قوبل بموجة انتقادات حادة من الرباط اعتبرت “عدائية” و”مستفزة”

ورغم محاولة الحزب تبرير الخطوة بدعوى دعم بما يسمى “الشعب الصحراوي” واحترام قرارات الأمم المتحدة

فإن غياب أي إشارة لمبدأ تقرير المصير زاد من غضب المغرب

خاصة بعد تداول صور للعربي إلى جانب قيادات بارزة من الحزب

كخوسيه ماريا أثنار وماريانو راخوي والرئيس الحالي ألبرتو نونيث فييخو

الاستياء لم يقتصر على المغرب بل طال أيضاً الداخل الإسباني

حيث اعتبرت جمعية ضحايا الإرهاب في جزر الكناري (ACAVITE)

حضور ممثل البوليساريو “إهانة” لأسر أكثر من 300 ضحية من سكان الأرخبيل

الذين استهدفهم “الإرهاب الصحراوي” في السبعينيات والثمانينيات

مطالبة بإصدار قانون جبر الضرر ضمن الاتفاق الحكومي مع الحزب

الرباط التي كانت قد أوفدت برلمانيين للمؤتمر ذاته اعتبرت الخطوة نكسة دبلوماسية

واستتبعتها حملة إعلامية ركزت على تسليط الضوء على قضايا حساسة داخل إسبانيا

منها قرب عرض مسلسل وثائقي حول أزمة جزيرة “بيريخيل” (جزيرة ليلى) عام 2002

وفي ظل التزام قيادة الحزب الشعبي بالصمت وتركز خطاب فييخو الختامي على “تخلي الدولة عن سبتة ومليلية”

تبدو العلاقات المغربية الإسبانية ماضية نحو تصعيد دبلوماسي جديد

تكشف هذه الأزمة وفق مراقبين عن عمق التصدع في الرؤية الإسبانية تجاه شريكها الجنوبي

الحزب الشعبي رغم سعيه للتوازن اختار استفزاز الرباط في لحظة إقليمية حساسة

ما يعكس إصرار بعض النخب السياسية في مدريد على التعامل بمنطق استعلائي تجاه المصالح المغربية

وهو ما قد يعقّد أي مساعٍ لإعادة بناء الثقة بين البلدين