من إنجاز مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث
ملكٌ بحكمةٍ ثاقبة، وشعبٌ بوطنية واعية، ومغربٌ يشق طريقه بثبات نحو المجد
منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية في 30 يوليوز 1999، دخل المغرب مرحلة جديدة من تاريخه الحديث، عنوانها الإصلاح العميق، النهوض الشامل، وتكريس المكانة الدولية.
ففي عهد جلالته، عرف المغرب تحولات استراتيجية في كل المجالات، تمثلت في تثبيت نموذج تنموي فريد، وانتصارات دبلوماسية باهرة، وثقة دولية غير مسبوقة، جعلت من المملكة قوة إقليمية صاعدة، وبوابة استراتيجية بين أوروبا وإفريقيا.
هذا العهد الذهبي تميز برؤية ملكية سباقة جعلت من الاستقرار السياسي والمؤسساتي نقطة ارتكاز لانطلاقة تنموية كبرى، جذبت الاستثمارات العالمية، وأعادت رسم ملامح المغرب الجديد. وفي الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، نرصد أبرز هذه الإنجازات التاريخية.
أولًا: الانتصارات الدبلوماسية.. حسم قضية الوحدة الترابية وبناء تحالفات متعددة
1. قضية الصحراء المغربية: نهاية النزاع المفتعل
الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه (دجنبر 2020)، شكل نقطة تحول مفصلية في مسار النزاع، ودفع أكثر من 30 دولة لفتح قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة.
مبادرة الحكم الذاتي، التي اقترحها المغرب سنة 2007، أصبحت المرجع الأساسي المقبول دوليًا، والمدعوم من قوى كبرى مثل فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، وهولندا والمملكة المتحدة.
دعم واسع داخل الاتحاد الإفريقي، بفضل التحركات الملكية النشطة، أنهى عزلة المغرب داخل القارة وأعاد التوازن للمؤسسات الإفريقية.
2. دبلوماسية متعددة الأقطاب
تنويع الشراكات الاستراتيجية مع قوى صاعدة (الهند، الصين، البرازيل، روسيا..) إلى جانب التحالفات التقليدية مع أوروبا وأمريكا.
دبلوماسية العرش بقيادة جلالة الملك حولت المغرب إلى فاعل دولي في قضايا كبرى: الهجرة، المناخ، الأمن الإقليمي، والوساطات الدولية.
3. ريادة في العمل الإفريقي المشترك
تأسيس شراكات اقتصادية مع أكثر من 25 دولة إفريقية عبر اتفاقيات، بنوك، ومشاريع مشتركة.
مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأوروبي من نيجيريا إلى المغرب نحو أوروبا، يشكل إحدى أبرز المبادرات الملكية لتكريس المغرب كمعبر للطاقة نحو العالم.
بالإضافة إلى المبادرة الأطلسية الإفريقية التي تعتبر مشروع سيادي مغربي يُجهض النزعات الانفصالية ويُحاصر الإرهاب ويُفشل مخططات مشبوهة إقليميًا.
لهذا وجب التأكيد بأنه مشروع مغربي خالص، يُعيد هندسة العلاقة بين إفريقيا والمجال الأطلسي، ويؤكد أن الأمن، السيادة، والتنمية، هي أسس المستقبل الإفريقي الحقيقي..
ثانيًا: التنمية الشاملة.. هندسة مغرب الغد
1. البنية التحتية الكبرى
– ميناء طنجة المتوسط: الأول في إفريقيا والثالث عالميًا في الربط البحري.
– القطار فائق السرعة “البراق”: الأسرع في القارة الإفريقية.
– آلاف الكيلومترات من الطرق السيارة، المطارات الحديثة، والأنفاق الحضرية.
– مشروع ميناء الداخلة الأطلسي: أحد أكبر المشاريع الإفريقية البحرية، سيحول الداخلة إلى قطب لوجستي عالمي.
2. مشاريع كبرى في الصحراء المغربية
مدينتا العيون والداخلة أصبحتا منصتين اقتصاديتين وسياحيتين هامتين:
– مركبات صناعية.
– محطات طاقة متجددة.
– جامعات ومناطق حرة.
– تحوّل عميق في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية والصحية.
3. الانتقال الطاقي والبيئي
– الريادة القارية في الطاقات المتجددة: مشاريع نور بورزازات، الرياح بطانطان، والهيدروجين الأخضر.
– التزامات قوية في قمة المناخ والمنتديات البيئية الدولية.
ثالثًا: العدالة الاجتماعية والإصلاحات العميقة
1. الحماية الاجتماعية الشاملة
– إطلاق الورش الملكي لتعميم التغطية الصحية الإجبارية، وتوسيعها للفئات الهشة.
– تعويضات عائلية مباشرة، وتعميم التقاعد، دعم الأرامل والمعوزين.
2. تمكين الشباب والمرأة
– مبادرات “انطلاقة” و“فرصة” لدعم المقاولات الصغيرة.
– تمثيل متزايد للنساء في المؤسسات الدستورية والبرلمان.
– إطلاق برامج إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية والثقافية.
3. إصلاح التعليم والتكوين المهني
– رؤية استراتيجية لإصلاح المنظومة التعليمية حتى 2035.
– دعم التكوين المهني وربطه بسوق الشغل.
– رقمنة المدارس وتوسيع الجامعات.
رابعًا: المغرب.. منصة عالمية لتنظيم كبريات التظاهرات
1. كأس العالم 2030
المغرب يستعد لاحتضان كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال، في لحظة تاريخية غير مسبوقة.
2. نجاحات رياضية وفنية
الإنجاز الكروي التاريخي في مونديال قطر 2022 (المركز الرابع عالميًا).
تنظيم مهرجانات فنية ومؤتمرات كبرى تعزز إشعاع المغرب الثقافي.
3. مؤتمرات دولية
احتضان قمم المناخ، مؤتمرات الهجرة، والقمم الاقتصادية القارية.
خامسًا: المغرب، قوة صاعدة وبوابة المستقبل
1. المغرب بوابة إفريقيا وأوروبا
الموقع الجيو-استراتيجي الفريد، مدعوم ببنية تحتية عالمية، جعل من المغرب منصة دولية للاستثمار والعبور.
2. قوة عسكرية صاعدة
تحديث شامل للقدرات الدفاعية، مع شراكات استراتيجية في مجال التسلح، والتصنيع العسكري المحلي.
الأمن والاستقرار الوطني جعلا من المغرب مركزًا للثقة الدولية.
3. الاستثمارات الدولية
بفضل الاستقرار السياسي والسياسة الحكيمة لجلالة الملك، جذبت المملكة استثمارات من أمريكا، الصين، الإمارات، فرنسا، اليابان، وألمانيا..
صناعات السيارات، الطيران، الفوسفات، والطاقات المتجددة تقود النمو.
ختامًا: عهد متجدد نحو مغرب القوة العظمى الإفريقية
26 سنة من الحكم الرشيد أكدت أن جلالة الملك محمد السادس هو قائد الإصلاح والتنمية والاعتراف الدولي. والمستقبل يحمل مؤشرات قوية على:
– تحول المغرب إلى قوة إفريقية عظمى في مجالات الطاقة، الأمن الغذائي، والتكنولوجيا.
– تعزيز الشراكات جنوب-جنوب، وخاصة مع دول إفريقيا الغربية.
– مواصلة إشعاع الدبلوماسية المغربية كقوة ناعمة مؤثرة.
عيد العرش المجيد ليس فقط مناسبة للتأمل في منجزات الماضي، بل هو أيضًا لحظة استشراف لمستقبل واعد، أساسه الاستقرار، الرؤية، والقيادة الملكية الحكيمة.