الشرق الأوسطحديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

تقرير: الهدنة الكبرى خدعة استراتيجية.. إسرائيل وإيران تستعدان لحرب لا عودة منها

الهدنة التي رُوّج لها على أنها "نقطة نهاية للمواجهة الكبرى"، لم تكن سوى توقف تكتيكي، فرضته اعتبارات لوجستية داخل الطرفين أكثر مما كانت نتيجة رضوخ للضغوط الدولية

رغم صمت المدافع بين تل أبيب وطهران، إلا أن رائحة البارود لا تزال معلّقة في أجواء الشرق الأوسط. فـ”الهدنة الكبرى” التي أنهت أيامًا من القصف لم تُغلق ملف الحرب، بل أطلقت مرحلة أخطر: صراع في الظل، وتحضير لجولة قد لا تُبقي مجالًا للعودة.

مصادر “أنباء إكسبريس” تكشف كيف تحوّلت التهدئة إلى إعادة تموضع استراتيجي.. تمهيدًا لانفجار وشيك.

بعد 12 يومًا من القصف المتبادل والمواجهات المعقّدة التي كادت تعصف بالمنطقة بأسرها، نجح المجتمع الدولي في فرض هدنة هشّة بين إيران وإسرائيل.

إلا أن المشهد الراهن لا ينبئ بتسوية دائمة، بل يكشف عن ما يشبه “هدوء ما قبل العاصفة”، وسط تحركات عسكرية ودبلوماسية تنذر بجولة أكثر عنفًا في الأفق.

بين التهدئة والانفجار.. هل الحرب بين إيران وإسرائيل على وشك العودة؟ هل انتهت الحرب فعلًا؟

الهدنة التي رُوّج لها على أنها “نقطة نهاية للمواجهة الكبرى”، لم تكن سوى توقف تكتيكي، فرضته اعتبارات لوجستية داخل الطرفين أكثر مما كانت نتيجة رضوخ للضغوط الدولية.

فقد أكدت مصادر خاصة لـ”أنباء إكسبريس“، أن قيادة الأركان الإسرائيلية أبقت على حالة “التأهب الكامل” في جبهة الشمال، وأن الموساد تلقى تعليمات بمواصلة تعقّب شخصيات بارزة في الحرس الثوري، من بينها إسماعيل قاآني نفسه، حيث لا توجد حتى اللحظة أي معلومات موثوقة أو تقارير رسمية تؤكد مقتل إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، عكس ما يُروّج من إشاعات غير مؤكدة.

كما كشفت مصادر استخباراتية أوروبية أن “استهداف خامنئي لم يُسقط من الحسابات، بل أُجل لأسباب تكتيكية” بعد تدخّل أميركي مباشر.

لعبة الأطراف.. الجميع يستعد للجولة التالية

– إيران: رغم الهدوء الإعلامي، تُسرّع من وتيرة التسلح الداخلي، خاصة في مجال المسيّرات والصواريخ الدقيقة، ووسّعت قاعدة “نفتشين” في أصفهان لاستيعاب أنظمة دفاع جديدة.

– إسرائيل: تخوض معركة “عقول واستخبارات”، وتعتبر أن الحرب الكبرى لن تُكسب بالضربة الأولى، بل بحصار استراتيجي متكامل يُنهك بنية النظام الإيراني، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

– الولايات المتحدة: تراوح بين رغبتها في تفادي حرب مفتوحة قبل الانتخابات، وبين إغراءات دعم عملية “جراحية” تضعف إيران دون التورط المباشر.

سيناريوهات محتملة: عودة الحرب..؟

وفق تحليل داخلي حصلت عليه أنباء إكسبريس من أحد مراكز القرار في تل أبيب، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات قيد الدراسة:

1. الانفجار النووي السياسي: استئناف إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 90% سيُعد خطًا أحمر، ما يفتح الباب أمام ضربة استباقية إسرائيلية.

2. اغتيال شخصية كبرى: سواء في طهران أو دمشق أو بيروت، ما يُشعل المواجهة مجددًا.

3. انهيار الهدنة في الجنوب السوري أو العراق: وتحوّل الساحة إلى “اختبار عضلات جديد” بالوكالة.

خلاصة القول، إيران وإسرائيل لم تُنهيّا الحرب.. بل وضعتاها على رفّ مؤقت في انتظار إشارة.

والخشية الكبرى أن تكون الجولة القادمة أقل قابلية للضبط، وأكثر اتساعًا، ما يُنذر بانفجار إقليمي يصعب احتواؤه.

والمفارقة أن استهداف المرشد خامنئي، الذي بدا جنونيًا قبل أشهر، صار اليوم على طاولة النقاش، وإن كان مؤجلًا.. حتى إشعار آخر.

ختاما: رغم إيقاف الحرب وفرض ما يُسمى بـ”الهدنة الكبرى”، فإن المؤشرات الميدانية والسياسية تؤكد أننا أمام مرحلة انتقالية لا تهدئة دائمة، تُستثمر فيها الهدنة لإعادة التموضع، لا لإغلاق ملف الصراع.

وجدير بالذكر سبق أن أشرنا منذ أشهر، بأن إسرائيل ستتجه إلى ضرب العمق الإيراني واستهداف منشآت نووية بعينها، وهو ما بات واقعًا اليوم، كجزء من مشروع استراتيجي أشمل يُعيد رسم ملامح الشرق الأوسط، برعاية أمريكية مباشرة.

ووفق هذا المشروع، لم تعد إسرائيل مجرد طرف في مواجهة تقليدية، بل تحوّلت إلى فاعل رئيسي إلى جانب المملكة العربية السعودية وأطراف إقليمية فاعلة، والهدف المشترك بات واضحًا: إسقاط نظام ولاية الفقيه، وتفكيك بنية الحكم في طهران، بدءًا من رأسه، المرشد علي خامنئي.

إن التحرك العسكري الإسرائيلي، وإن بدا متوقفًا بفعل التهدئة، فإنه لم يتوقف استراتيجيًا، بل دخل طورًا جديدًا: دفع الداخل الإيراني نحو الغليان، وتحفيز الشارع للانفجار ضد النظام.

وما بعد التفكيك، ستكون المرحلة التالية هي تنصيب قيادة جديدة متوافق عليها دوليا، تقود إيران ضمن شرق أوسط جديد، بتوازنات مختلفة بالكامل، وخريطة نفوذ لا عودة فيها إلى الوراء.

https://anbaaexpress.ma/lu5i2

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى