لم يعد خافيًا أن المغرب يواجه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه موجة استهداف شرسة، تتجاوز مجرد الخصومات التقليدية إلى مخطط معقد ومتعدد الجبهات.
فهناك أطراف خارجية تنفث سمومها علنًا، وأدوات داخلية تنخر الوطن من الداخل، وتخترق نسيجه الأخلاقي والاجتماعي باسم “الحداثة” و”الحرية” و”الحقوق”..، في مشهد يبعث على القلق العميق ويستوجب التعبئة الوطنية الفورية.
استهداف خارجي ممنهج.. تقليدي في ظاهره، متطور في وسائله
منذ سنوات، ظل النظام الجزائري يحرك جبهة مليشيا “البوليساريو” كورقة دائمة لضرب استقرار المغرب، ولا يزال يموّل تحركاتها السياسية والإعلامية والعسكرية ضد وحدة المملكة الترابية.
غير أن الخطر لم يعد جزائريًا فقط، بل اتسع ليشمل جهات إعلامية دولية ولوبيات حقوقية مزيفة، تتصيد الفرص للنيل من سمعة المغرب ومؤسساته، وتشويه صورته في ملفات الهجرة وحقوق الإنسان والسيادة الرقمية.
خناجر الداخل: حين يتحول الحق إلى ذريعة للهدم
إلى جانب هذا الخطر الخارجي، بدأت تظهر في الداخل المغربي حركات وكيانات وأصوات تنشط تحت غطاء الحقوق الفردية والانفتاح الثقافي، لكنها في العمق تحمل أجندات تهدد قيم المجتمع وثوابته.
أحدث مثال على ذلك، إعلان الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تنظيم اجتماع لشبكة “كوير ISA” الخاصة بالمثليين في العاصمة الرباط يوم 7 يوليوز، وهو ما أثار صدمة واستياءً عارمًا في أوساط المجتمع المغربي، باعتباره استفزازًا مباشرًا لمشاعر المواطنين، وضربًا للمنظومة التربوية والثقافية والقيمية التي تشكل هوية المغاربة.
تفاقم الخطر الأمني والاجتماعي: المهاجرون غير النظاميين نموذجًا
المغرب بلد ضيافة، لكنه اليوم يواجه تحديًا كبيرًا بسبب انفلات خطير في ملف الهجرة غير النظامية، خصوصًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
حيث تحول بعض المهاجرين إلى عناصر تهدد السلامة العامة، وتثير موجات من الاحتقان الاجتماعي في مدن مغربية عدة.
هذا الوضع، إذا استمر بهذا الشكل، قد يؤدي إلى انفجار شعبي في لحظة ما، إذا لم تتدخل الدولة بحزم واستباق.
انحطاط فني وترويج للتفاهة تحت ستار “الحداثة”
ولا يقل خطر “التسويق للتفاهة والانحطاط” شأنًا عما سبق. فاليوم، نعيش تسونامي ثقافيًا مدمرًا، يتم الترويج له من خلال بعض المهرجانات التي تقدم الانحلال الأخلاقي كسمة للتقدم والتحرر.
أبرز مثال على ذلك هو الدورة الأخيرة من مهرجان “موازين”، بالعاصمة الرباط والتي وصفها عدد من المراقبين بأنها من أسوأ النسخ تنظيمًا وذوقًا وهدفًا، إذ تحولت إلى منصة لفرض التفاهة على الذوق العام، وتشويه صورة الفن والمجتمع، بتواطؤ جهات تدعي التقدمية، بينما هي في الحقيقة تمهد لانهيار المعايير والروابط الاجتماعية.
الفساد السياسي.. سرطان ينخر الداخل
ولا يمكن مواجهة هذا الاستهداف دون تنظيف البيت الداخلي. فبعض المسؤولين والمنتخبين لا يزالون يرعون الفساد ويسيرون الشأن العام بمنطق الريع والمحسوبية، غير مبالين بثقة المواطن.
وهنا، كان تدخل الدولة ضرورة حتمية، وهو ما تجسّد في حملة “الأيادي النظيفة” التي شكّلت ثورة حقيقية على الفساد والمفسدين، ووجّهت رسائل واضحة مفادها أن لا أحد فوق القانون. وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك في مقالنا الصادر في دجنبر 2023، قبل انطلاق الحملة.
والتي استهدفت عددًا من المسؤولين المتورطين في ملفات فساد، وهي إشارة قوية إلى أن المغرب بصدد تنظيف بيته الداخلي.
قبل فوات الأوان.. إن المغرب، بكل وضوح، مستهدف: خارجيًا بأنياب سياسية وإعلامية، وداخليًا بخناجر خفية ومعلنة تضرب في الأخلاق والأمن والقيم.
وإذا لم يتم التدارك، وإذا لم تتوحد القوى الوطنية، فإن الأمر سيكون جللًا، والخطر لن يُرحم أحدًا.
المعركة اليوم معركة وعي، ومعركة سيادة أخلاقية وثقافية. ولا يمكن كسبها إلا إذا استعاد المغرب صوته الحقيقي، وهويته الأصيلة، وقطع مع التردد والتهاون، واستعاد هيبته وهيبة القانون.
تحية لكم الأخ عثمان؛
مقالة شاملة جديرة بالقراؤة لكونها تعكس حقيقة الوضع ببلادنا في جوانبها المختلفة.
أثمن ما جاء فيها، وادعوكم إلى مواصلة هذا المجهود عل الماسكون بزمام الأمور أن يندتداركوا الوضع وأن يبادروا إلى اتخاذ القرارات والمبادرات التي من شأنها معالجة هذه الاختلالات التي تهدد أمن واستقرار البلاد في حالة اتساع دواءرها.
كامل التوفيق.
حدري ان تتحولو الي منبر ضد الحداثة والانفتاح والحرية الشخصية باسم المساس بمشاعر الشعب وخدمة لضلامية
مقال غاية في الأهمية.. تحليل عميق للوضع المغرب يتعرض لمؤامر واستهداف مباشر
ما احوجنا إلى هذه المقالات التي تنور الرأي العام.. أحسنت أنباء إكسبريس جريدة محترمة في المشهد الإعلامي الوطني والإقليمي
شكرا للجميع على تفاعلكم القيم
ماشاء الله.. ممتاز