بدأت قوات وزارة الداخلية السورية، اليوم السبت، الانتشار في مدينة السويداء بجنوب البلاد، في خطوة تهدف إلى تنفيذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار بين المجموعات المسلحة الدرزية والعشائر البدوية، بعد أسبوع من الاشتباكات الدامية.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي بثته وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن القوات باشرت مهامها لـ”فض الاشتباك بين الأطراف المتنازعة، واستعادة الاستقرار، والإفراج عن المعتقلين والمحتجزين”، مؤكدةً أن هذه التحركات تأتي في إطار تنفيذ بنود التهدئة التي أعلنتها الدولة السورية.
وأشار البيان إلى تشكيل لجنة طوارئ حكومية تضم وزارات وهيئات متعددة، بهدف تسريع إدخال المساعدات الإنسانية، وتوفير الخدمات الأساسية، وإصلاح البنية التحتية المتضررة، وذلك ضمن المرحلة الثانية من الاتفاق، لتعزيز الهدوء وتمهيد الطريق لاستئناف الحياة المدنية.
وفيما نصت المرحلة الثالثة من الاتفاق على تفعيل مؤسسات الدولة تدريجياً وانتشار عناصر الأمن الداخلي في مختلف أنحاء المحافظة، لا تزال التقارير تشير إلى استمرار بعض الاشتباكات المتقطعة رغم بدء تنفيذ التفاهمات.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار، داعيةً جميع الأطراف إلى الالتزام التام به، في حين أعلن “تجمع عشائر الجنوب” استجابته للقرار، مؤكداً وقف كل الأعمال العسكرية فوراً.
وتأتي هذه التحركات بعد حصيلة دموية ثقيلة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة قتلى الاشتباكات في محافظة السويداء خلال الأسبوع الأخير بلغت 940 شخصاً، بينهم 326 مقاتلاً و262 مدنياً من الدروز، إضافة إلى مقتل 312 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، و21 من أبناء العشائر البدوية.
ورغم الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار، تبقى الأوضاع في السويداء هشّة ومفتوحة على احتمالات متعددة، في ظل وجود توتر مجتمعي وسلاح منفلت، ما يُلقي بثقل كبير على جهود التهدئة واستعادة سيطرة الدولة على مؤسساتها في المحافظة.
Informative as always!