أفريقياثقافة
أخر الأخبار

نوستالجيا 2025.. عرضٌ يثبت أن المسرح لا يزال حيًّا بفضل صُنّاعه الحقيقيين

قدّم عرض “نوستالجيا 2025” لحظة مسرحية فريدة، لا فقط بما حمله من مضمون فني غني، بل أيضًا – وربما أساسًا – بفضل تَميّز طاقمه الإبداعي والتقني الذي منح النص حياة فوق الخشبة.

في قلب هذا النجاح، يبرز اسم أمين ناسور، مخرج العرض، الذي استطاع أن يترجم الرؤية الجمالية والفكرية للنص إلى لغة بصرية ومسرحية آسرة. لم يكن إخراجه تقنيًا فقط، بل كان عاطفيًا وإنسانيًا، مفعمًا بالحسّ الفني والذكاء الإيقاعي.

ببصمته الخاصة، نسج ناسور مشاهد العرض بخيوط من الحنين والدينامية، وخلق توازنًا نادرًا بين البساطة والعمق، بين الضحك والتأمل.

وقد جسّد الممثلون أدوارهم بحضور قوي وتلقائية محبّبة. كل واحد منهم أضفى على شخصيته روحًا فريدة، وأتقن التعبير الجسدي واللفظي بلغة صادقة، مما جعل الجمهور يشعر بأنه لا يشاهد تمثيلًا، بل يعيش قصصًا قريبة منه.

ومن الإنصاف أن ننوّه بالجهود الكبيرة التي بذلها هؤلاء الفنانون، كلٌّ من موقعه، في خلق تناغم جماعي أعطى للعرض طابعه الخاص.

ولا يقلّ دور الفريق التقني أهمية؛ فالتصميم السينوغرافي، والإضاءة، والمؤثرات الصوتية، كلها عناصر اشتغلت بدقة وانسجام، مما ساعد على تعزيز الجو العام للعرض ونقل المتفرج من مشهد لآخر بسلاسة وإبداع.

هؤلاء “الجنود الخفيّون” لا يظهرون على الركح، لكن حضورهم محسوس في كل لحظة مسرحية نابضة.

“نوستالجيا 2025” ليس فقط عرضًا مسرحيًا ناجحًا، بل شهادة حيّة على أن المسرح المغربي يمتلك طاقات إبداعية قادرة على مجابهة التحديات الفنية والجمالية، إذا ما أُتيحت لها ظروف العمل المثلى.

والنجاح هنا لا يُقاس بعدد التصفيقات فقط، بل أيضًا بذلك الأثر العميق الذي يتركه العمل في وجدان الجمهور.

الموقع الأثري شالة بالرباط
https://anbaaexpress.ma/mclku

محمد بوفتاس

كاتب صحفي وسيناريست مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى