تقترب أشغال بناء ميناء الداخلة الأطلسي بالصحراء المغربية من بلوغ نصف مراحلها، وفق ما أعلنت نسرين إيوزي، مديرة تهيئة المشروع، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشمل ردم الأحواض وتصنيع هياكل الرسو، في إطار رؤية تنموية موجهة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
ويمثل المشروع ركيزة أساسية في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، ورافعة استراتيجية لتحقيق الاندماج الاقتصادي الشامل، حيث يسعى إلى ربط المغرب بعمقه الإفريقي وبأسواق أوروبا والأميركيتين.
وينتظر أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 35 مليون طن سنوياً، مع قدرة على مناولة مليون حاوية نمطية، إلى جانب تقديم خدمات لإصلاح السفن وأنشطة الصيد.
ويعد الميناء عنصراً محورياً في الاستراتيجية الوطنية للموانئ في أفق 2030، كما يكرّس التزام المغرب بالتنمية المستدامة عبر اعتماده على الطاقات المتجددة ليكون ميناءً ذكياً وصديقاً للبيئة.
وإضافة إلى أبعاده الاقتصادية والبيئية، يعزز المشروع سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ويؤكد انخراطه الفعلي في دينامية التعاون جنوب-جنوب، عبر تقديم منفذ بحري للدول الإفريقية الحبيسة مثل مالي، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد، ما يجعل من المملكة شريكاً تنموياً محورياً في القارة.