بدأت اليوم الأحد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أعمال قمة مجموعة بريكس، التي تضم أبرز اقتصادات الأسواق الناشئة، بمشاركة قادة الدول الأعضاء، وغياب لافت للرئيسين الصيني والروسي.
وتستمر القمة على مدى يومين، تحت رئاسة البرازيل، التي تسعى إلى الدفع بأجندة طموحة تشمل قضايا السياسة الصحية، وتطورات الذكاء الاصطناعي، والتغير المناخي.
وفي سابقة ضمن اجتماعات المجموعة، يُسجل غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي أوفد رئيس الوزراء لي تشيانغ لتمثيل بلاده، بينما تغيب روسيا عن التمثيل الرئاسي المباشر أيضًا، نتيجة الوضع القانوني المعقد للرئيس فلاديمير بوتين، الصادر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وبما أن البرازيل موقعة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة، فإنها ملزمة قانونيًا بتنفيذ مذكرة التوقيف، ما حال دون مشاركة بوتين شخصيًا.
وتؤكد دول بريكس أنها تمثل قرابة 48.5% من سكان العالم، وتغطي نحو 36% من مساحة اليابسة على كوكب الأرض، وتسهم بما يقرب من 24% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما تعتبر نفسها منصة استراتيجية لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب العالمي، في مسعى لإعادة تشكيل موازين القوى الاقتصادية والسياسية عالميًا.
وتحرص المجموعة على تقديم نفسها كقوة موازية لمجموعة السبع الصناعية الكبرى، التي تضم اقتصادات الغرب المتقدم، وهو ما يتجلى في توسعها الأخير. ففي مطلع عام 2024، انضمت كل من إيران، وإثيوبيا، ومصر، والإمارات إلى التكتل، قبل أن تلتحق به إندونيسيا في يناير الماضي، في خطوة تشير إلى اتساع دائرة التأثير الجيوسياسي للمجموعة خارج إطارها التقليدي.
وتناقش القمة الحالية عدة ملفات استراتيجية، في مقدمتها تعزيز أطر التعاون في مجال الصحة العالمية بعد تجربة جائحة كورونا، والتحديات المتسارعة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، إلى جانب سياسات مواجهة التغير المناخي، التي باتت تمثل أولوية ملحة على جدول أعمال دول الجنوب، في ظل تفاوت كبير في القدرات بين الاقتصادات الناشئة والدول الصناعية الكبرى.
رغم الغياب الرمزي لبعض القادة، تعوّل دول بريكس على هذه القمة لتعزيز وحدة صفها وتكريس دورها كفاعل دولي مستقل عن الهيمنة الغربية التقليدية، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتشكل بخطى متسارعة.