مجتمع
أخر الأخبار

ظاهرة تشغيل الأطفال.. ظلم في سن مبكرة

محمد لزرك

في عالم يفترض أن يكون ملاذًا آمنًا للأطفال، نجد أنفسنا أمام ظاهرة مؤلمة ومثيرة للقلق: تشغيل الأطفال القاصرين. هذه الظاهرة لا تعكس فقط انتهاكًا لحقوق الأطفال، بل أيضًا تهديدًا لمستقبلهم.

الفقر وعدم وجود فرص تعليمية كافية هما من الأسباب الرئيسية لتشغيل الأطفال. الأسر الفقيرة غالبًا ما تعتمد على دخل الأطفال للمساهمة في نفقات الأسرة، مما يؤدي إلى حرمانهم من حقهم في التعليم والطفولة.

هؤلاء الأطفال يعملون في ظروف قاسية، سواء في الضيعات الفلاحية، حيث يتعرضون للشمس الحارقة والعمل الشاق لساعات طويلة، أو في الصيد البحري، حيث يواجهون مخاطر البحر والعمل في ظروف غير آمنة.

كما يعمل البعض الآخر في المحلات التجارية والمقاهي، حيث يتعرضون لضغوطات العمل الطويلة والتعامل القاسي من أصحاب العمل.

تشغيل الأطفال له آثار سلبية عديدة على حياتهم ومستقبلهم. الحرمان من التعليم والعمل في ظروف غير آمنة يمكن أن يؤثر على نموهم وتطورهم، ويهدد مستقبلهم بأكمله.

بالإضافة إلى ذلك، يتعرض العديد من هؤلاء الأطفال للعنصرية والتنمر، خاصة أولئك الذين يأتون من البادية إلى المدن الكبرى بحثًا عن فرص عمل.

هذه الفئة من الأطفال غالبًا ما تواجه صعوبات في التأقلم مع الحياة في المدينة، وتعاني من العزلة والضغوط النفسية والاجتماعية بسبب صغر سنهم وبعدهم عن أسرهم.

الضغوطات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال لا تقل خطورة عن الظروف المادية الصعبة. العمل لساعات طويلة في ظروف غير إنسانية، والتعامل القاسي من رؤسائهم وأصحاب العمل، كل ذلك يترك آثارًا عميقة على نفسياتهم ويهدد صحتهم النفسية.

كما أن العيش بعيدًا عن الأهل والأصدقاء يزيد من شعورهم بالوحدة والعزلة.

للقضاء على هذه الظاهرة، يجب توفير فرص تعليمية مجانية ودعم الأسر الفقيرة. كما يجب تطبيق قوانين صارمة ضد تشغيل الأطفال وضمان حماية حقوقهم.

من خلال هذه الجهود، يمكننا أن نضمن للأطفال حقهم في التعليم والطفولة. يجب على المجتمع أن يلعب دورًا في توعية الناس بأهمية حماية حقوق الأطفال، وتقديم الدعم اللازم لتلك الأسر التي تعاني من الفقر والحرمان.

في النهاية، يجب على الجميع العمل معًا للقضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال القاصرين. من خلال العمل المشترك، يمكننا أن نضمن للأطفال حقهم في التعليم والحماية، ونبني مستقبلًا أفضل لهم. فلنعمل جميعًا من أجل طفولة آمنة ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.

https://anbaaexpress.ma/3mq5t

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى