حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

تبون تحت المجهر: رئيس يرعى الانفصال ويغذي التطرف في شمال إفريقيا

إن الأزمات التي تشهدها دول مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، ليست بمعزل عن سياسات الجزائر التوسعية، بل هي نتيجة مباشرة لتدخلات النظام العسكري الجزائري ودعمه المستمر للمليشيات الانقلابات..

في خطوة يائسة جديدة تعكس حالة الارتباك السياسي والدبلوماسي التي يعيشها النظام الجزائري، أجرى الرئيس عبد المجيد تبون، مساء أمس 19 يوليو 2025، لقاءً صحفيًا حاول من خلاله إعادة تدوير شعارات بالية ومواقف مكرّرة، في محاولة مكشوفة لتبييض صورة نظام يعيش عزلة حقيقية إقليميًا ودوليًا.

تبون، الذي تعوّد على استحضار قضايا بعينها كلما اشتد عليه الضغط، أعاد هذه المرة تسويق نفسه على أنه “مدافع عن الشعوب المقهورة”، بادّعاء وقوفه مع الشعب الصحراوي والفلسطيني، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة بائسة لخلط الأوراق وإدراج القضية الفلسطينية ضمن أجندة النظام، ليس من باب المبدئية، بل من باب استحمار الرأي العام الداخلي وإلهائه عن الانهيار الدبلوماسي والمؤسساتي الذي تعيشه الجزائر.

وتؤكد مصادر دبلوماسية خاصة لـ”أنباء إكسبريس” أن الجزائر تلقت، في الأسابيع الأخيرة، تبويخًا صريحًا من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، التي طالبتها بالكفّ عن التدخل في شؤون دول الجوار، والالتزام بالحياد والمسؤولية الإقليمية، بعد أن باتت تحركاتها سببًا مباشرًا في زعزعة الأمن بمنطقة الساحل، وتنامي خطر الجماعات الإرهابية.

إن الأزمات التي تشهدها دول مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، ليست بمعزل عن سياسات الجزائر التوسعية، بل هي نتيجة مباشرة لتدخلات النظام العسكري الجزائري ودعمه المستمر للمليشيات والانقلابات، فضلًا عن محاولاته لتشكيل “اتحاد مغاربي بديل” يقوم على إقصاء المغرب وليبيا، في مسعى لإعادة رسم التوازنات الجيوسياسية بالمنطقة بشكل يخدم أجنداته المتهالكة.

وتأتي تصريحات تبون الأخيرة كمحاولة لشراء الوقت واستعادة الأنفاس، عبر ضخ أموال البترول والغاز في شبكات التضليل ودبلوماسية المرتزقة، في سعيٍ محموم لعرقلة المسلسل الأممي لحلّ قضية الصحراء المغربية، الذي يعرف اليوم تحوّلًا جذريًا بدخول المقترح المغربي للحكم الذاتي مرحلته الحاسمة، وتزايد الأصوات المطالِبة بتصنيف ميليشيا البوليساريو كجماعة إرهابية تهدّد أمن شمال إفريقيا.

تبون، الذي وجد نفسه محاصرًا بسقوط المشروع الانفصالي في الصحراء المغربية، عاد ليلعب على وتر “الحياد”، بينما يسخّر أموال الدولة لعرقلة المسار السياسي الأممي، وضرب مصداقية مقترح الحكم الذاتي المغربي، الذي يحظى اليوم بدعم دولي متزايد.

في المقابل، تتسارع التحركات نحو تصنيف ميليشيا البوليساريو كجماعة إرهابية، ما جعل النظام الجزائري في سباق محموم لشراء الدعم والوقت.

تبون أثناء اللقاء الصحفي

وفي مشهد عبثي، يصرّ تبون على تسويق الجزائر كفاعل دبلوماسي “محايد”، بينما يعلم القاصي والداني أن خرجاته ليست سوى “رماد في العيون”، خصوصًا بعد أن تم تصنيف الجزائر رسميًا كدولة راعية للتطرف والإرهاب من قِبل منظمات أمنية وأوروبية مستقلة.

وفي مفارقة صارخة، يصرّ تبون على وصف الولايات المتحدة بـ”الصديق”، في وقت لا تخفي فيه إدارة ترامب انزعاجها من سلوك الجزائر، وقد وجّهت، حسب مصادرنا، تحذيرات مباشرة للنظام من مغبة التمادي في دعم الإرهاب والانفصال.

أما فرنسا، فقد حافظت على موقفها الحازم الداعم لمغربية الصحراء، رغم محاولات الجزائر للضغط عليها بطرق وضيعة، كان أبرزها الاعتقال التعسفي للروائي بوعلام صنصال، في مناورة مكشوفة لكبح دعم باريس للمقترح المغربي.

إن ما جاء في خرجة عبد المجيد تبون الأخيرة لا يعدو كونه امتدادًا لنهج التضليل السياسي والابتزاز الدبلوماسي الذي بات سمة بارزة لنظام يعيش خارج الزمن الجيوسياسي الجديد.

فبين شعارات “الحياد” وادّعاء “نصرة الشعوب”، يواصل النظام الجزائري هدر مقدّرات الشعب وتمويل الفوضى في الخارج، لا لشيء سوى لتأخير انهياره الداخلي الحتمي، وإرباك مسار التسوية السياسية لقضية الصحراء المغربية، التي باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى للحسم النهائي تحت مظلة الأمم المتحدة ومبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وفي هذا السياق، ستتطرق فصول هذا التقرير لاحقًا وقريبا إلى تحليل عميق لملف التدخلات الجزائرية في الساحل وأثرها على الأمن الجماعي، وذلك ضمن محاور محورية من قبيل:

“تحالفات الفوضى: كيف صنع النظام الجزائري أزمات الساحل؟”

“الدبلوماسية بالوكالة: أموال الغاز في خدمة الانقلابات والتطرف”

وجدير بالذكر، فالرأي العام المحلي والدولي بات اليوم أكثر وعيًا بخطورة الأدوار الملتبسة التي تؤديها الجزائر باسم “الشرعية الثورية”، بينما تمارس في الواقع سياسات عدائية تقوّض السلم الإقليمي وتُفرغ مفاهيم السيادة والتضامن من معناها.

يتبع.. 

https://anbaaexpress.ma/qy7wa

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

تعليق واحد

  1. ‘منصة تعليمية’ تشير إلى مفهوم أساسي في التعليم بالمغرب، سواء كان ذلك منصة، خدمة، أو موضوع تعليمي محدد. يتم استعمال هذا المصطلح من طرف التلاميذ أو الأساتذة للوصول إلى موارد دراسية، تتبع النتائج، أو الإعداد للامتحانات. يعكس هذا المصطلح الدور المتزايد للتكنولوجيا والتنظيم في منظومة التعليم المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى