في تصعيد سياسي خطير، أعلن تحالف “تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع تشكيل حكومة جديدة يوم السبت، واضعًا تأسيس دولة “سودانية جديدة” وإنهاء الحرب ضمن أولوياته. ويتولى محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئاسة المجلس الرئاسي، فيما عُيّن محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، في خطوة تُعد تحديًا مباشرًا لشرعية حكومة الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وتستند الحكومة الجديدة إلى “دستور انتقالي” وُقع في مارس الماضي، ينص على إقامة دولة اتحادية علمانية مقسمة إلى ثمانية أقاليم. ويضم التحالف شخصيات سياسية ومسلحة معارضة، ويسيطر على أجزاء واسعة من غرب السودان، خاصة إقليم دارفور، في حين يُحكم الجيش سيطرته على العاصمة الخرطوم ومناطق الوسط.
الجيش السوداني ندد بالإعلان واعتبره محاولة لتفكيك البلاد، متعهدًا بمواصلة القتال حتى “استعادة السيطرة الكاملة”. أما المجتمع الدولي، ممثلًا في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، فأعرب عن قلقه العميق، محذرًا من سيناريو شبيه بتقسيم جنوب السودان، خصوصًا في ظل وجود حكومتين متنازعتين في بورتسودان والمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وتعود جذور النزاع بين حميدتي والبرهان إلى ما بعد سقوط نظام عمر البشير عام 2019، حين تقاسما السلطة لفترة انتقالية، انتهت بانقلاب عسكري عام 2021 أزاح المكون المدني وأشعل فتيل حرب دامية. وقد اتهمت واشنطن البرهان بإفشال محاولات التفاوض، وفرضت عليه عقوبات مطلع العام الجاري.
وفيما تواصل قوات الدعم السريع تحركاتها الميدانية والسياسية، تسعى إلى كسب اعتراف دولي وتأمين واردات سلاح متطور. وتؤكد تقارير أممية أن الحرب الجارية أدت إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميًا، حيث يواجه نصف سكان السودان خطر الجوع والمجاعة، وسط تعقيد متزايد في جهود الوساطة وفقدان الأمل في تسوية شاملة قريبة.