أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الخميس، أن المملكة المتحدة وفرنسا تعتزمان طلب دفعة جديدة من صواريخ “ستورم شادو” (المعروفة في فرنسا باسم SCALP)، كما ستكثفان جهودهما المشتركة لتطوير بديل مستقبلي لهذا الصاروخ بعيد المدى، في إطار اتفاق دفاعي جديد بين البلدين.
ويأتي هذا الإعلان تزامناً مع زيارة الدولة التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المتحدة، والتي تُوّجت بقمة ثنائية في مقر الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت) جمعت ماكرون برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وبحسب بيان وزارة الدفاع البريطانية، فإن المرحلة التالية من المشروع المشترك لتطوير الصاروخ البديل لـ “ستورم شادو” قد بدأت فعلياً، وهو مشروع من المنتظر أن يوفر نحو 1300 وظيفة داخل المملكة المتحدة.
وتُستخدم صواريخ “ستورم شادو/SCALP” حالياً في الحرب الدائرة بأوكرانيا، حيث تم تزويد كييف بها من قِبل لندن وباريس، ما أتاح للقوات الأوكرانية القدرة على ضرب أهداف داخل العمق الروسي.
القمة الثنائية شهدت أيضاً التزاماً بتعزيز التعاون في المجال النووي، وخاصة في مجالات الردع النووي، حيث أكد الطرفان عزمهما على تعميق العمل المشترك، انطلاقاً من كونهما الدولتين النوويتين الوحيدتين داخل أوروبا، والمساهمتين في تعزيز منظومة الردع الخاصة بحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تصريح رسمي: “من الحرب في أوروبا إلى تصاعد التهديدات النووية والهجمات السيبرانية اليومية، تتضاعف التحديات التي نواجهها”، مضيفاً: “المملكة المتحدة وفرنسا حليفان مقربان بتاريخ طويل من التعاون الدفاعي، واليوم نرفع هذه الشراكة إلى مستوى جديد.”
من جهته، شدد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي على أهمية التعاون قائلاً: “نصعّد جهودنا لمواجهة التهديدات الحالية وتحديات المستقبل، وملتزمون بدفع الدفاع ليكون محركاً للنمو الاقتصادي، وتوفير قدرات قتالية متقدمة بوتيرة أسرع، وضمان قدرة قواتنا المسلحة على العمل جنباً إلى جنب.”
وتعكس هذه الاتفاقات رؤية إستراتيجية جديدة للعاصمتين الأوروبية، تتمثل في رفع الجاهزية الدفاعية وتحديث البنية التسلحية، في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً في التوترات الجيوسياسية والمخاطر المتعددة الأوجه، لا سيما في شرق أوروبا والمجال السيبراني.