شاركت الدكتورة ياسمين حسناوي، المتخصصة في قضايا نزاع الصحراء، في المؤتمر العالمي للجمعية الدولية للعلوم السياسية المنعقد في سيول، كوريا الجنوبية، حيث قدمت ورقة علمية بعنوان “دور المرأة في دفع حل نزاع الصحراء في ضوء قرار مجلس الأمن 1325”.
تناولت الورقة السياق التاريخي والقانوني لنزاع الصحراء المغربية، وسلطت الضوء على التقدم الذي أحرزه المغرب في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325، الذي يعترف بالدور المحوري للمرأة في الوقاية من النزاعات وحلها، وفي بناء السلام.
وجادلت الدكتورة حسناوي بأن المرأة المغربية لعبت، ويمكنها أن تلعب دورًا متزايد الأهمية في تعزيز الحوار، وتحقيق المصالحة، وقيادة مبادرات شاملة لبناء السلام.
واستندت الورقة إلى تحليل لمساهمات الدبلوماسيات المغربيات، والناشطات في المجتمع المدني، والمنظمات النسائية، معتبرة أن اتباع نهج شامل قائم على النوع الاجتماعي هو أمر حيوي لإيجاد حل دائم وعادل للنزاع.
كما سلطت الدكتورة حسناوي الضوء على الدور الريادي للدبلوماسيات المغربيات، مشيرة إلى أن تمثيل المرأة في العمل الدبلوماسي تعزز في عهد الملك محمد السادس، حيث تشغل النساء اليوم حوالي 43% من المناصب الدبلوماسية.
وقد برزت السفيرات المغربيات في مواقع استراتيجية حول العالم، من خلال دبلوماسية فعالة تستند إلى التواصل المؤثر مع صناع القرار، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الإقليمية والدولية.
كما أوضحت الورقة أن هؤلاء النساء ساهمن في إعادة صياغة سردية نزاع الصحراء من منظور تقني واستراتيجي، عبر التركيز على مؤشرات النمو الاقتصادي في مدن الصحراء، وتطور البنية التحتية، وتقدم مؤشرات التنمية البشرية في إطار النموذج المغربي للجهوية المتقدمة.
إلى جانب ذلك، أبرزت الدكتورة حسناوي انخراط النساء الدبلوماسيات في شبكات الدعم والتأثير، سواء من خلال منظمات المجتمع المدني أو عبر شبكات مهنية للدبلوماسيات لتبادل الرؤى وتوسيع دائرة الوعي بشأن النزاع.
وفي الجانب السياسي، ناقشت الورقة التحديات التي تواجهها الأحزاب السياسية المغربية في إدماج النساء بشكل فعّال في قضايا السلام والأمن.
فرغم التقدم الملموس في تعزيز المساواة بين الجنسين، لا تزال السياسات الحزبية تُدار في الغالب وفق معايير ذكورية تُهمّش صوت المرأة، خاصة في ما يتعلق برسم السياسة الخارجية وقضية الصحراء.
وخلصت الورقة إلى أن التقدم المحرز لا ينبغي أن يخفي التحديات القائمة، وأن تحقيق مشاركة فاعلة وشاملة للمرأة في حل نزاع الصحراء يتطلب إرادة سياسية مستدامة، واستثمارًا أعمق في تعزيز حضور النساء في مواقع التأثير وصنع القرار، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
