الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

الرياض وطهران تعيدان ترتيب أوراق الإقليم.. لقاءات رفيعة في جدة تبحث الأمن والاستقرار والتقارب الثنائي

يأتي هذا التقارب في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، خصوصًا في ظل حالة الجمود في بعض الملفات، مثل الحرب في اليمن، وتوترات الخليج، والاشتباك المستمر في غزة، مما يضفي على اللقاءات بُعدًا استراتيجياً يتجاوز العلاقات الثنائية إلى التفكير المشترك في ترتيبات أمن جماعي تضمن مصالح الطرفين.

في خطوة تؤكد استمرار الزخم في مسار التقارب السعودي-الإيراني، استقبل وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، في جدة، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في لقاء بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن والاستقرار.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، اليوم الأربعاء، أن اللقاء تناول أوجه التعاون المشترك بين الرياض وطهران، إلى جانب الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الإقليمي والدولي. وقد حضر الاجتماع من الجانب السعودي مستشار وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات هشام بن عبدالعزيز بن سيف، بينما شارك من الجانب الإيراني كل من السفير علي رضا عنايتي، ومساعد وزير الخارجية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي، والقنصل العام بجدة حسن زرنكار.

وفي سياق متصل، اجتمع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مساء الثلاثاء، بوزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود الهادفة إلى دعم الاستقرار وخفض التوترات.

وأكد ولي العهد موقف المملكة الداعم لاستخدام الوسائل الدبلوماسية والحوار كخيار أول لتسوية الخلافات، مشددًا على أهمية اتفاق وقف إطلاق النار كخطوة أساسية نحو تهدئة الصراعات وتهيئة بيئة إقليمية أكثر استقرارًا.

اللقاءان السعوديان مع وزير الخارجية الإيراني يشكلان مؤشراً واضحاً على نضوج مسار إعادة بناء الثقة بين الجانبين، بعد سنوات من القطيعة والتوترات. حضور المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين في هذه الاجتماعات يعكس انتقال الحوار من المستوى الرمزي إلى التنسيق العملي في ملفات إقليمية معقدة.

كما يأتي هذا التقارب في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، خصوصًا في ظل حالة الجمود في بعض الملفات، مثل الحرب في اليمن، وتوترات الخليج، والاشتباك المستمر في غزة، مما يضفي على اللقاءات بُعدًا استراتيجياً يتجاوز العلاقات الثنائية إلى التفكير المشترك في ترتيبات أمن جماعي تضمن مصالح الطرفين.

وبينما تؤكد الرياض التزامها بالحوار، تبدو طهران أكثر انفتاحًا على دور سعودي إقليمي متوازن، ما يعكس تحوّلاً تدريجياً في مقاربة البلدين لطبيعة التنافس، من المواجهة إلى إدارة النفوذ عبر القنوات السياسية.

https://anbaaexpress.ma/8b5y7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى