شهدت بلدة توري باتشيكو في إقليم مورسيا الإسباني واقعة اعتداء صادمة على رجل إسباني متقاعد في السبعينات من عمره يُدعى “دومنغو”، بعد أن تعرّض لهجوم عنيف من طرف أربعة شبان من أصول مغربية دون وجود خلاف مسبق، في اعتداء وصفته التحقيقات الأولية بـ”الاستعراضي”.
إذ سعى المعتدون إلى توثيقه ونشره على تطبيق “تيك توك” بغرض الترفيه، وفق ما كشفه الحرس المدني الإسباني. وقد تم توقيف أحد المتورطين، فيما لا يزال البحث جاريا عن الآخرين.
الحادث سرعان ما تحوّل إلى مادة لتأجيج الخطاب السياسي المتطرف، حيث استغله حزب “Vox” اليميني لترويج مواقف مناهضة للمهاجرين، عبر دعوات إلى “استعادة السيطرة على الشوارع” و”تطهير الأحياء من العنف المستورد”، ما أدى إلى مظاهرات محلية رفعت شعارات عنصرية واستهدفت الجالية المغربية التي تُعد من أكبر التجمعات الأجنبية في المنطقة.
المراقبون حذروا من استغلال جريمة فردية لتأجيج الكراهية ضد جالية بأكملها، مذكّرين بأحداث “إل إيخيدو” الدامية سنة 2000، حين تحوّل مقتل امرأة إسبانية على يد مهاجر مختل إلى موجة عنف عنصري واسعة ضد المغاربة.
وفي هذا السياق، شددت منظمات حقوقية على ضرورة الفصل بين الجريمة والمسؤولية الجماعية، داعية إلى محاسبة الجناة دون السقوط في فخ التحريض العنصري.
الحكومة المركزية في مدريد أدانت خطاب الكراهية بشكل واضح، فيما عززت السلطات المحلية في مورسيا حضورها الأمني لمنع انفلات الوضع. ويبقى التحدي الأكبر هو كيفية معالجة تداعيات الحادث دون الانزلاق إلى استقطاب سياسي أو انفجار اجتماعي في ظل أجواء أوروبية متوترة حول الهجرة والاندماج.