أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الخميس، عن استكمال بناء سد النهضة الكبير على نهر النيل، مؤكداً أن بلاده تستعد لتدشينه رسمياً خلال المرحلة المقبلة، في خطوة من شأنها أن تُعيد إحياء التوترات الإقليمية القائمة مع مصر والسودان بشأن تقاسم مياه النيل.
وقال آبي أحمد في خطاب رسمي: “رغم وجود من يسعون لعرقلة السد قبل هذه اللحظة، نؤكد التزامنا الكامل بالمضي قدماً نحو التدشين”، مضيفاً أن إثيوبيا “ماضية في تحقيق التنمية دون الإضرار بمصالح الأشقاء في مصر والسودان”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد القلق المصري، إذ تعتبر القاهرة السد “تهديداً وجودياً”، نظراً لاعتمادها شبه الكلي على مياه النيل لتأمين حاجاتها الزراعية والمائية، حيث سبق أن شددت في مناسبات عدة على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
وتعد هذه الخطوة من أبرز المحطات في المشروع المثير للجدل، والذي بدأ بناؤه في 2011، وشكل على مدى أكثر من عقد محوراً رئيسياً للتجاذبات الدبلوماسية بين دول حوض النيل، خاصة في ظل غياب اتفاق شامل يحظى برضى جميع الأطراف المعنية.
وفي الوقت الذي تُؤكد فيه إثيوبيا أن السد مشروع تنموي لتوليد الكهرباء وتعزيز التنمية الداخلية، ترى مصر والسودان أن استمرار التشغيل الأحادي قد يعرّض أمنهما المائي للخطر، وهو ما يضع الملف مجدداً أمام اختبارات دبلوماسية معقّدة قد تتجدد معها نذر الأزمة في المنطقة.
