في تصعيد جديد يهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، عرضت جماعة “أنصار الله” الحوثية مشاهد مصورة توثق لحظات استهداف وإغراق السفينة التجارية “ماجيك سيز”، التي قالت الجماعة إنها خرقت قراراتها بمنع دخول السفن المتعاملة مع إسرائيل إلى المياه اليمنية.
ووفق ما بثّه الإعلام الحربي التابع للحوثيين، أظهرت اللقطات زوارق بحرية مسيّرة وهي تهاجم السفينة، قبل تنفيذ عملية اقتحام نوعية نفذتها القوات الخاصة البحرية التابعة لهم.
وتُظهر المشاهد السفينة وهي تغرق بالكامل، وسط تأكيدات من المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، بأن السفينة “ماجيك سيز” لم تعد صالحة للإبحار.
وأكد بيان صادر عن الحوثيين أن العملية تمت باستخدام زورقين مسيرين، إلى جانب خمس صواريخ مجنحة وثلاث طائرات مسيرة، ما أدى إلى أضرار جسيمة وتسرب المياه إلى داخل السفينة.
وأوضح البيان أن طاقم السفينة تجاهل كل النداءات والتحذيرات التي وُجّهت إليه، مما استدعى التدخل العسكري.
ورغم الهجوم، أفادت الجماعة بأنها سمحت لطاقم السفينة بمغادرتها بأمان، وهو ما أكدته لاحقاً مصادر دولية، مشيرة إلى عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح.

🔹 استجابة إماراتية فورية واستعراض للدور الإنساني
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أن سفينة “سفين بريزم”، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، استجابت فوراً لنداء استغاثة صادر عن السفينة “ماجيك سيز”، حيث تم تنفيذ عملية إنقاذ كاملة لكافة أفراد الطاقم البالغ عددهم 22 شخصاً، بينهم عناصر أمنية وملاحين.
وأشارت الخارجية الإماراتية إلى أن عملية الإنقاذ تمت بتنسيق محكم مع الجهات البحرية المختصة، من بينها هيئة النقل البحري البريطانية (UKMTO)، والمنظمات الدولية المعنية.
وأكد البيان أن التدخل السريع يجسّد التزام الإمارات الثابت بدعم أمن وسلامة الملاحة البحرية الدولية، والتعامل الإنساني مع الحوادث الطارئة في المناطق البحرية الحساسة.
🔹 تصعيد مستمر ومخاوف دولية
ويُعد هذا الحادث مؤشراً خطيراً على استمرار تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، خاصة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، في خطوة تعكس استراتيجيتهم المستمرة في ربط الصراع اليمني بالتحولات الجيوسياسية في المنطقة.
ويثير هذا التصعيد قلقاً متزايداً لدى المجتمع الدولي، وسط مطالبات متكررة بضرورة تحييد الممرات البحرية عن النزاعات المسلحة، وضمان سلامة الملاحة التجارية، في وقت باتت فيه منطقة البحر الأحمر واحدة من أكثر النقاط الساخنة عالمياً.
خلاصة القول، عملية استهداف “ماجيك سيز” تشكل تطوراً نوعياً في تكتيكات الحوثيين، وتمثل تهديداً مباشراً لأمن الملاحة في البحر الأحمر.
وفي مقابل هذا التصعيد، يبرز الدور الإماراتي كفاعل إنساني واستراتيجي يسعى إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، ما يعيد طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الأمن البحري في ظل هشاشة الردع الدولي.
