آراء
أخر الأخبار

صناعة الوهم.. من صفقات وهمية إلى مراسلين بلا مصداقية

فايز أبو رزق

في زمن الهدوء النسبي قبل بدء هذه المقتلة، كنت أحيانا أتابع بعض الناشطين المصريين في الأخبار الرياضية، مثل أبو المعاطي زكي وعبد الناصر زيدان وعلاء صادق وغيرهم.. حيث يمتلكون قنوات على “يوتيوب” تضم مئات الآلاف من المتابعين، وينشطون مع مواعيد انتقال اللاعبين (شراء وبيع وإعارة) بين الأندية المختلفة.. ينشر هؤلاء أنباء مختلقة لرفع نسب المتابعين.

وتبدأ حلقة التناقل الوهمي للاخبار الكاذبة.. حتى يصدقها الكثير كأنها أخبار صحيحة.. مثل الإدعاء أن كريستيانو رونالدو انتقل للاندية المصرية.

وبالطبع تتفاوت تعليقات المتابعين تبعا للانتماء الكروي، منهم من يعطيه الخبر نشوة زائفة من الفرح فيصدق ويثني على الناشط، ومنهم من يكذب الخبر لأنه لا يتوافق مع هواه.. وهكذا ترتفع نسب التعليقات والمشاهدات.. والمستفيد الأول هو الناشط.

وتشبه هذه الحالة بعض المراسلين الإسرائيليين الذين ينقل عنهم مجتمعنا الفلسطيني والعربي وكأنهم (عند جهينة الخبر اليقين) في الإعلام العبري..

بعضهم يلفق الأخبار للحصول على الشهرة والمال أو لاهداف امنية أو سياسية.. الجاهل يتلقى روايتهم كما هي، ويمررها حسب انتمائه التنظيمي دون أدنى تحقق أو تمحيص.

لا يهتم بالحقيقة، ولا يعنيه البحث عنها أصلا، بل يترجم الخبر عبر “غوغل” وينشره بدون تفكير.

وهكذا يتحول الإعلام في كثير من الأحيان إلى آلة لصناعة الإشاعات والأكاذيب، بلا فرق بين لغة وأخرى.

مادام المتلقي لا يملك القدرة على التمييز ولا يبحث عن الحقائق.

* صحافي وكاتب من غزة 

https://anbaaexpress.ma/239rm

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى