في ظل التصعيد الخطير الذي أقدمت عليه جبهة “البوليساريو” عبر استهداف مدينة السمارة بقذائف عشوائية، يسلط الناشط الحقوقي رمضان مسعود العربي، في تصريح خاص لـ”أنباء إكسبريس“، الضوء على التحول الخطير للجبهة نحو ممارسات إرهابية تهدد المدنيين والأمن الإقليمي، كاشفًا عن معطيات تقنية وتحليلية تؤكد تورطها في تحالفات مشبوهة مع قوى مسلحة خارجة عن القانون.
حيث أكد رمضان مسعود العربي، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان (ASADEH)، أن القصف الذي استهدفت به جبهة “البوليساريو” مدينة السمارة مؤخراً باستخدام مقذوفات متفجرة، يُعد دليلاً إضافيًا على “تحولها إلى تنظيم إرهابي يُهدد الأمن والاستقرار في منطقة شمال وغرب إفريقيا”.
وأوضح مسعود العربي، الذي سبق له أن انخرط في صفوف “البوليساريو” ويملك خبرة تقنية دقيقة ببنيتها العسكرية، أن الجبهة تعتمد في هجماتها على قذائف من نوع “غراد B11” و”BM-21” سوفياتية الصنع، تقوم بتعديلها بشكل عشوائي بهدف رفع مداها.
واعتبر أن هذه الأساليب تُفقد القذائف دقتها وفعاليتها التدميرية، مما يجعل استخدامها أقرب إلى “أعمال استعراضية يائسة ضمن حرب نفسية موجهة ضد المدنيين”.
وأشار عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس) إلى أن الهدف الأساسي من هذا الهجوم “ليس عسكريًا، بل ترهيبي صرف، يهدف إلى بث الذعر وسط المدنيين العزل داخل مدينة السمارة”، مؤكدًا أن الجبهة تحاول من خلال هذه العمليات التغطية على سلسلة الهزائم الدبلوماسية والعسكرية والاجتماعية التي تواجهها، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
وأضاف المتحدث أن التحولات التي تشهدها مواقف عدد من العواصم الغربية، وعلى رأسها مطالب داخل الكونغرس الأمريكي وأوساط أوروبية لتصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، تزيد من عزلة الجبهة، وتدفعها إلى ردود فعل انتقامية خطيرة تستهدف المدنيين.
كما سلط الضوء على ما وصفه بـ”الارتباطات المتنامية بين البوليساريو والجماعات المسلحة في الساحل الإفريقي، إلى جانب علاقاتها المشبوهة بالنظام الإيراني”، وهي معطيات خطيرة، حسب قوله، تُظهر تلاقي الجبهة مع التنظيمات العابرة للحدود التي تشكل تهديدًا مشتركًا للأمن الإقليمي والدولي.
وإختتم رمضان مسعود العربي تصريحه لـ”أنباء إكسبريس” بالتأكيد على أن استهداف المدنيين العزل في الأقاليم الجنوبية “لا يمكن وصفه إلا بالانتحار السياسي لجبهة انفصالية فقدت شرعيتها تمامًا”.
مشددًا على أن “الرد يجب أن يكون واضحًا من المنتظم الدولي، من خلال تعزيز تصنيف الجبهة ضمن قوائم الإرهاب، ومحاسبة داعميها الإقليميين”.