محمد لزرك
في كل عيد أضحى، تتجمع القرى والبوادي في مشهد رائع ومبهر، لتنظيم دوري كرة القدم الذي يعتبر فرصة سانحة للشباب لإبراز مهاراتهم الكروية والرياضية.
هذه المناسبة الاجتماعية والرياضية تعتبر محطة هامة للشباب الذين يهاجرون إلى المدينة للعمل أو الدراسة، حيث يمكنهم العودة إلى قريتهم وإظهار قدراتهم في الملاعب.
الدوري يمثل فرصة للشباب لتطوير مهاراتهم الكروية، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتقوية روح التضامن والتآلف بينهم. يملأ الهواء بالحماس والتشجيع، وتتعالى أصوات الفرح والمرح في كل مكان.
تعاني البوادي من نقص في الفرص الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤدي إلى هجرة الشباب إلى المدينة بحثًا عن فرص عمل أفضل. الهجرة إلى المدينة ضروري في بعض الأحيان، حيث أن البادية لا تتوفر على فرص الشغل الكافية.
في الآونة الأخيرة، انتشرت هذه الظاهرة في البوادي بشكل واسع، لأنها تعد فرصة مناسبة للقاء الأحبة والأصدقاء، وإحياء صلة الرحم بين أفراد القرية، والاستمتاع بالرياضة والترفيه. يعتبر الدوري منصة للشباب لإظهار مواهبهم، وللمجتمع للتواصل والتفاعل مع بعضه البعض.
تنظيم الدوريات الكروية في البوادي يعتمد على تعاون الفرق المشاركة، حيث تساهم كل فرقة بمبلغ مالي لتمويل الدوري. وفي بعض الحالات، تقوم جمعيات المجتمع المدني بتنظيم هذه الدوريات بالتعاون مع مجلس الجماعة، مما يعزز التعاون بين مختلف الأطراف.
في النهاية، يمكن القول أن دوري كرة القدم في البوادي هو أكثر من مجرد رياضة، بل هو فرصة للشباب لإبراز مواهبهم وتحقيق أحلامهم، وللمجتمع للتواصل والتفاعل مع بعضه البعض.
وهذه الدوريات التي يتم تنظيمها في البوادي تخرج منها العديد من المواهب الكروية التي حققت نجاحات كبيرة في الفرق الوطنية والدولية.
هذه الظاهرة تعكس روح المجتمع القوية وقدرته على تنظيم أنشطته الخاصة، رغم التحديات التي يواجهها. إنها فرصة للجميع للاستمتاع بالرياضة والتواصل الاجتماعي، وللشباب لإظهار مواهبهم وتحقيق أحلامهم.