تقاريرحديث الساعة
أخر الأخبار

تقرير: تصعيد جزائري ضد روسيا.. والكرملين يُعيد رسم خارطة الحلفاء بالصحراء المغربية

إستفزاز إعلامي جزائري جديد يُفجّر التوتر مع موسكو.. والكرملين يقترب من الاعتراف بمغربية الصحراء

في خضم توتر متصاعد على الساحة الدولية، دخلت الجزائر في مواجهة جديدة، وهذه المرة مع روسيا، الحليف التقليدي.

بشكل مفاجئ، صدرت تصريحات إعلامية مثيرة للجدل من صحفية جزائرية بارزة في قناة الجزيرة، مساء أمس الجمعة، تهاجم فيها علنًا الترسانة الروسية وتصفها بـ”الخُردة”، ما فتح الباب لتساؤلات حول دوافع هذا التصعيد الممنهج، خاصة بعدما وصفت موسكو الجزائر سابقًا بأنها بلا “وزن كافٍ” للانضمام إلى مجموعة “بريكس”.

فهل بدأ فصل جديد من التوترات غير المعلنة بين الجزائر وروسيا؟ أم أن الأمر أعمق مما يبدو، ومرتبط بإعادة تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة؟

بالإضافة، أن هذا التصعيد الإعلامي الجزائري الجديد لم يكن مستغربًا، بعد تدوينة ” خديجة بن قنة” إحدى الإعلاميات الجزائريات في قناة الجزيرة، تتهكم فيها على الترسانة النووية الروسية، في محاولة مكشوفة لاستفزاز موسكو.

هذه المناورة الإعلامية الجزائرية، التي تقف وراءها دوائر استخباراتية، لم تعد تخفى على الرأي العام الدولي، وباتت تعكس ارتباكًا في حسابات الجزائر الإقليمية والدولية.

وجدير بالذكر، لم يكن تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أشار فيه إلى أن “معايير الانضمام إلى مجموعة بريكس تقوم على وزن وهيبة الدول ومواقفها الدولية”، تصريحًا عابرًا، بل كان بمثابة صفعة دبلوماسية مباشرة للجزائر، قلّصت من طموحاتها في لعب دور إقليمي لا يتناسب مع إمكاناتها الفعلية.

تدوينة خديجة بن قنة المسيئة لسيادة روسيا

تبون وشنقريحة خارج الحسابات.. والكرملين يختار حفتر

الرسائل الروسية لم تتوقف عند التصريحات، بل تجسدت ميدانيًا حين استقبلت موسكو خليفة حفتر بترحيب رئاسي خلال احتفالات “يوم النصر”.

لم يُدعَ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ولا حتى رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة، رغم تاريخهما الخطابي الموالي لروسيا، ما يؤكد تراجع الجزائر في أولويات الكرملين.

حفتر، الذي حضر على المنصة الشرفية والتقى الرئيس بوتين شخصيًا، أصبح يمثّل الامتداد الواقعي لنفوذ روسيا في جنوب المتوسط، بديلاً عن نظام جزائري يعاني من التذبذب والأزمات الداخلية.

هذا التجاهل الروسي شكل صدمة واضحة للقيادة الجزائرية، التي لجأت إلى الرد عبر هجوم إعلامي غير مسبوق يستهدف موسكو، في خطوة يُرجّح أنها تمت بإيعاز من الأجهزة الاستخباراتية الغاضبة من تآكل النفوذ الجزائري أمام الحلفاء السابقين، خاصة في ظل صعود المغرب كقوة إقليمية موثوقة وذات استقرار.

التحول الروسي نحو الرباط.. الصحراء المغربية تفرض منطقها

في خضم هذا التحوّل الجيوسياسي، تبرز قضية الصحراء المغربية كواحدة من أهم الملفات التي توضح بجلاء تغيّر موقف الكرملين.

فبعد اعتراف كل من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، وقريبًا الصين بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، تتجه الأنظار الآن إلى موسكو، العضو الدائم في مجلس الأمن، والتي تشير تقارير سياسية واستخباراتية إلى اقتراب تنسيق رسمي مع الرباط للاعتراف بمغربية الصحراء، في انسجام مع منطق الشرعية والواقعية الجيوسياسية الجديدة.

كما أن دوائر روسية قريبة من مراكز القرار بدأت تُرسل إشارات إيجابية تجاه المغرب، خاصة في ظل التقارب الإستراتيجي المغربي–الصيني، الذي جعل الكرملين يُعيد النظر في خياراته، ويفكّر بجدية في تبني مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي وواقعي للنزاع.

كل هذه المؤشرات تُنذر بعزلة متزايدة للجزائر داخل أروقة مجلس الأمن، مع انهيار سرديتها حول “تقرير المصير” أمام إجماع دولي متصاعد على واقعية المبادرة المغربية.

بشكل رسمي: نهاية وهم التحالف الروسي – الجزائري

هكذا، تتكسر أوهام “التحالف الروسي – الجزائري” على صخرة الواقع الجديد.

الكرملين، كإحدى القوى العظمى، إختار المغرب شريكًا موثوقًا، واختار حفتر حليفًا ميدانيًا في ليبيا، بينما تُركت الجزائر تواجه تبعات عزلتها السياسية وتناقضاتها الإقليمية، بسبب سياساتها العدائية والاستفزازية تجاه جيرانها والعالم.

النظام العسكري الجزائري الفاشل، من التهجم على روسيا والعديد من الدول، إلى الارتماء في تحالفات هشة مع إيران، يبدو أنه فقد بوصلته الإستراتيجية بالكامل في محيط إقليمي يشهد تحولات جذرية متسارعة.

https://anbaaexpress.ma/4b7lw

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى