أفريقيامجتمع
أخر الأخبار

العنف ضد النساء والأطفال في إفريقيا: مخيمات تندوف نموذجا

أنباء إكسبريس – مجلس حقوق الإنسان، جنيف

نظمت المنظمة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية ومؤسسة ألتاميرانو ومرصد إيدور، نشاطا موازيا حول العنف ضد النساء والأطفال بإفريقيا، مع تسليط الضوء على مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر، كمنطقة كثرت فيها الانتهاكات المرتبطة بالعنف ضد النساء والأطفال،

وذلك يوم الخميس 19 يونيو الجاري، على هامش انطلاق أشغال الدورة التاسعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف السويسرية.

وقد تم تسليط الضوء على العنف المُمنهج الذي تعاني منه النساء والأطفال في جميع أنحاء القارة الأفريقية، مع التي التركيز على الانتهاكات المرتكبة في مخيمات تندوف، الواقعة على التراب الوطني الجزائري، والخاضعة لسيطرة تنظيم البوليساريو الانفصالي.

وقد قدم المتحدثون في الحلقة النقاشية تقييما صادما للوضع في العديد من مناطق الصراع في أفريقيا، مع التركيز بشكل خاص على انتهاكات الحقوق الأساسية في مخيمات الصحراويين في تندوف، حيث أدار النقاشات السيد عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة “أفريكا ووتش” غير الحكومية، وكشفت أطوار الندوة عن حقائق غالبا ما تكون مخفية عن الأنظار في هذه المناطق الخارجة عن أي سيادة للدول.

افتتحت السيدة سارة باريزي، مديرة منظمة أويدور بإيطاليا (OIDUR)، النقاش بتحليل الأسباب الجذرية للعنف ضد النساء والأطفال في أفريقيا، متناولة سياقات النزاعات المسلحة والتطرف العنيف والفقر والتمييز العرقي والتهميش وغيرها من الأسباب الكامنة وراء تفشي العنف ضد النساء والأطفال.

وأدانت بشدة الزواج المبكر والقسري المفروض في مخيمات تندوف، واصفة إياه بأداة من أدوات الهيمنة الأيديولوجية والتحكم الموجه، حيث خلصت إلى ان تلك الممارسات تستخدم بشكل شائع لتكوين جيل خاضع تماما لدعاية البوليساريو.

وفي تشريح دقيق للوضع الإنساني والحقوقي بمخيمات تندوف وانعكاساته على التمتع بالحقوق والحريات بمخيمات تندوف بالجزائر، سلط الضوء الدكتور شيباتا مربيه ربو، رئيس مركز الصحراء للدراسات والأبحاث حول التنمية وحقوق الإنسان حول حالة حقوق الإنسان بإفريقيا، مبرزا أشكال العنف الشامل والمتعدد الأوجه ضد النساء والأطفال في جميع أنحاء القارة، وخاصة في سياقات الصراع المسلح والنزوح والأزمات الإنسانية الطويلة الأمد.

وارتباطا بذلك أوضح المتدخل أنه من الموثوق جدا أن العنف ضد الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي لا يزالان متفشيين في جميع أنحاء أفريقيا، وفقا لتقارير حديثة صادرة عن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، منوها الى حالة الطفلة منوهة محمد ايحظيه ولد البد والد الطريح الشديدة الخصوصية، والتي منعت من الالتحاق بأسرتها ومرافقة والدتها في رحلة علاجية شاقة بالديار الفرنسية على الرغم من حداثة سنها.

جانب من اللقاء

حيث تعاني أمها من سرطان في حالة متقدمة وتخضع لحصص علاج بمستشفى مونبولييه بفرنسا، واكد الطابع الانتهاكي لممارسة مسؤولي البوليساريو في مواجهة توسلات عائلة الطفلة القاصر، واصفا تلك القرارات بالتعسفية والمانعة للحق في الصحة والعلاج الكامل وكذا انتهاك الحق في لم شمل الأسرة والمصالح الفضلى للطفل بموجب مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل.

وفي مداخلة قوية، أدان السيد بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، رئيس مؤسسة ألتاميرانو بإسبانيا، الانتهاكات الجسيمة المرتبطة باللجوء للعنف ضد الأطفال والتي تخلف اثار وصدمات شديدة الأثر على الأطفال في مخيمات تندوف.

ووصف مناخا من الرعب يستخدم فيه الأطفال والنساء كأدوات للتجنيد والأعمال العسكرية، أو للاستغلال الجنسي جنس، أو وسائل للدعاية التحريضية على خطابات الكراهية والعنف، ويتعرضون للعنف الجسدي والنفسي والجنسي.

واتهم الناشط الاسباني تنظيم البوليساريو المسلح تحديدا باللجوء الى حملات الكذب والتضليل والتلاعب بذاكرة وعقول الصحراويين بمخيمات تندوف، وهو الامر الذي يسهم بشكل سلبي في تشويه وضياع مستقبل هؤلاء السكان إلى الأبد.

بينما أكدت السيدة جوديت سيغارا، الخبيرة الإسبانية في علم النفس وعضو مؤسسة ألتاميرانو، على الدور الأساسي للأسرة والدولة في حماية الطفل.

وأشارت إلى أن الأطفال في المخيمات التي تسيطر عليها البوليساريو محرومون من التعليم بطرق سليمة بعيد عن الشحن الايديولوجي ومن حقوقهم ومن الصعب التكهن بمستقبل جيد وامن لهم، بينما تبذل في المملكة المغربية، بما في ذلك بالأقاليم الجنوبية، جهود متواصلة لضمان تكافؤ فرص الحصول على تعليم ذا جودة وفق المعايير الدولية ذات الصلة والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية اللازمة.

في الختام، أجمع المنظمون والمشاركون بالندوة عل دعوة الأمم المتحدة والمنتظم الدولي، إلى وضع حد للإفلات من العقاب في مخيمات تندوف، ودعم المنظمات غير الحكومية الصحراوية المستقلة، والاعتراف بجهود المغرب في التنمية وسيادة القانون تكريس واحترام الحقوق الأساسية والكرامة الانسانية.

وقد سلطت هذا الفعالية الجانبية الضوء على حقيقة أساسية، تتمثل في عدم إمكانية استغلال قضية النساء والاطفال سياسيا، ويتعين إدانة أي محاولة لاستغلال حقوق الإنسان بمختلف أصنافها لتمزيق الشعب وتهديد الوحدة الترابية للبلدان.

https://anbaaexpress.ma/29kkj

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى