أفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، باستشهاد 21 فلسطينياً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 30 آخرين بجروح متفاوتة، في حصيلة أولية جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الميناء غرب المدينة، التي باتت مأوى لآلاف النازحين.
ويتزامن القصف مع دعوات أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان 18 حياً في شمال قطاع غزة لإخلاء منازلهم فوراً، في إطار ما وصفه بـ”التوسع العملياتي”، وهو ما دفع أعداداً كبيرة من المدنيين إلى الفرار مجدداً نحو مناطق الغرب، رغم أنها لم تعد آمنة بدورها.
وتشهد الأحياء الغربية لمدينة غزة، لا سيما قرب شاطئ البحر ومحيط الميناء، اكتظاظاً سكانياً غير مسبوق، في ظل موجات النزوح المستمرة جراء الغارات العنيفة التي طالت الأحياء الشرقية والجنوبية. وقد لجأت آلاف العائلات إلى إقامة مخيمات عشوائية على الشاطئ، في ظروف معيشية قاسية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة من ماء وغذاء ورعاية صحية.
في موازاة ذلك، أفادت مصادر في القطاع الصحي بأن حصيلة الشهداء منذ فجر الإثنين ارتفعت إلى 71، إثر غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متعددة في القطاع، من بينها مدارس تأوي نازحين، ومراكز توزيع مساعدات، وخيام إيواء مؤقتة، ما يعكس تصعيداً غير مسبوق في استهداف التجمعات المدنية. وسجلت أكبر نسبة من الشهداء في مدينة غزة وشمال القطاع، حيث استشهد 48 شخصاً على الأقل في تلك المناطق وحدها.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة، وسط انهيار شبه تام في النظام الصحي ونفاد المساعدات، فيما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة دون توفير ممرات إنسانية آمنة للمدنيين الفارين من نيران الحرب.
