الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

إيران تعلن اختراق الأرشيف النووي الإسرائيلي.. عملية سرية وآلاف الوثائق في قبضة طهران

... رغم جدية اللهجة التي استخدمها الإعلام الإيراني، إلا أن غياب تفاصيل تقنية أو أدلة ملموسة يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يكون الإعلان جزءاً من حرب نفسية بين الطرفين

أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، السبت 7 يونيو 2025، أن أجهزة الاستخبارات في طهران تمكنت من الحصول على “كمية ضخمة من الوثائق والمعلومات الاستراتيجية” المرتبطة بالمشاريع والمنشآت النووية الإسرائيلية، في عملية وصفها بأنها جرت بسرية تامة ونُفذت خارج دائرة الإعلام، لضمان نقل البيانات إلى الداخل الإيراني بشكل آمن.

وبحسب ما بثه التلفزيون الإيراني، فإن هذه العملية أسفرت عن نقل آلاف الوثائق، التي وُصفت بـ”الشديدة الحساسية”، إلى مواقع آمنة داخل إيران، وتشمل محتواها معلومات حول البنية التحتية النووية الإسرائيلية ومشاريعها السرية. وأضاف أن عملية مراجعة وتحليل هذه المواد قد تستغرق وقتاً طويلاً نظراً لحجمها الكبير وما تحتويه من مقاطع فيديو وصور ووثائق رقمية.

وتزامن هذا الإعلان مع تقارير إسرائيلية تحدثت عن اعتقال جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” والشرطة الإسرائيلية لشخصين يبلغان من العمر 24 عاماً، من شمال إسرائيل، بتهمة التخابر مع إيران.

وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن الاعتقالات الإسرائيلية جاءت “بعد إتمام عملية تهريب الوثائق خارج الأراضي المحتلة”، في إشارة إلى أنه لم يكن بالإمكان التدخل قبل إخراج المعلومات.

رسائل أمنية وسياسية مزدوجة

يفهم من هذا الإعلان الإيراني أنه يتجاوز مجرد كشف أمني، ليحمل أبعاداً دعائية ورسائل ردع مزدوجة في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد. فمن جهة، تحاول طهران الإيحاء بامتلاكها اليد الطولى في “حرب الظل” الاستخباراتية مع تل أبيب، ومن جهة أخرى، توجّه رسالة إلى خصومها الإقليميين والدوليين مفادها أن الأمن الإسرائيلي قابل للاختراق، حتى في أكثر ملفاته حساسية.

وتعد هذه التصريحات استكمالاً لسياسة إيران الإعلامية في توظيف العمليات الاستخباراتية لتحقيق مكاسب استراتيجية ونفسية، سواء في الداخل الإيراني لتعزيز صورة النظام، أو في الخارج لإرباك الخصوم وزعزعة الثقة في أجهزتهم الأمنية.

أسئلة مفتوحة.. حقيقة العملية أم حرب إعلامية؟

ورغم جدية اللهجة التي استخدمها الإعلام الإيراني، إلا أن غياب تفاصيل تقنية أو أدلة ملموسة يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يكون الإعلان جزءاً من حرب نفسية بين الطرفين. كما أن الربط بين العملية الأمنية واعتقالات إسرائيلية لم تتضح خلفياتها الكاملة، يعزز فرضية التوظيف الإعلامي.

وفي ظل عدم صدور رد رسمي إسرائيلي مفصل حتى الآن، ينتظر أن تتكشف خلال الأيام القادمة معلومات إضافية يمكن أن تؤكد أو تنفي المزاعم الإيرانية، التي إن صحت، ستمثل ضربة أمنية نوعية لإسرائيل، لا تقل عن عمليات “اختراق نتنياهو” التي سبق وأن أعلنتها طهران في السابق، وأثارت جدلاً واسعاً.

https://anbaaexpress.ma/c0s7b

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى