محمد لزرك
في أعماق الضيعات الفلاحية، حيث تشرق الشمس وتغرب على أرض خصبة، تعمل النساء بجد واجتهاد، لكنهن يواجهن تحديات ومعاناة لا تُحتمل.
أن جل العاملات من الأرامل والمطلقات والطالبات، والنساء من الطبقات الاجتماعية الضعيفة، يتعرضن للاستغلال والتحرش والضغط والتهديد بالطرد من العمل، مما يجعلهن يعشن في خوف دائم.
وراء الأبواب المغلقة للضيعات الفلاحية، تُخفي معاناة النساء الكثير من الأسرار. أمراض مزمنة مثل آلام الظهر والتهاب المفاصل تنتشر بينهن، نتيجة للعمل الطويل في ظروف غير صحية.
العاملات يمشين بأقدام متعبة، ويحملن أثقالًا ثقيلة، ويعانين من آلام لا تُطاق. ومع ذلك، لا يتم التصريح بهن من طرف أصحاب الضيعات في الضمان الاجتماعي، مما يحرمهم من التغطية الصحية والتعويضات عن المرض وعن حوادث الشغل.
إن ما يجعل هولاء الطالبات اللواتي يضطررن للعمل في الضيعات الفلاحية هو تحديات إضافية أخرى. منهم البعد عن بيوتهن وعدم قدرتهن على متابعة دراستهن الجامعية في المدن بسبب الظروف المالية الصعبة.
يضطررن للبحث عن عمل في الضيعات الفلاحية. تماطل المنحة الجامعية يزيد من معاناتهن، مما يجعلهن يبحثن عن أي فرصة عمل لتأمين احتياجاتهن الأساسية.
الحوادث المرورية التي تتعرض لها العاملات أثناء ذهابهن إلى العمل أو عودتهن تُعد كارثة أخرى.
الشاحنات التي تنقل العاملات غالبًا ما تكون غير صالحة للاستخدام، ولا تتوفر على أبسط شروط السلامة الطرقية.
العاملات يركبن شاحنات مكتظة، ويتعرضن لخطر الحوادث في كل لحظة. الحادثة الأخيرة التي وقعت بنواحي تارودانت، حيث تعرضت شاحنة صغيرة محملة بالعاملات للانقلاب، مما أدى إلى وفاة خمس نساء، تُعد دليلًا على المخاطر التي يتعرضن لها يوميًا.
ما الذي يمكن فعله لتحسين أوضاع هؤلاء العاملات؟ هل يمكننا أن نتركهن يموتُن دون أن نفعل شيئًا؟ يجب أن يتم الاعتراف بجهود هؤلاء العاملات وتوفير الدعم اللازم لهن.
يتطلب ذلك تحسين ظروف العمل وضمان حصولهن على أجور عادلة وحقوقهن الكاملة، بالإضافة إلى توفير التغطية الصحية والتعويضات عن المرض وعن حوادث الشغل.
في الختام، يعد تحسين أوضاع عاملات الضيعات الفلاحية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من قبل الحكومة والمجتمع المدني وأصحاب العمل.
من خلال العمل المشترك، يمكننا خلق بيئة عمل أكثر عدالة ورفاهية لهؤلاء العاملات اللاتي يقدمن مساهمات كبيرة في القطاع الفلاحي.
تحياتي نتمنى يتم تحسين ظروف هؤلاء