دوليسياسة
أخر الأخبار

لوس أنجلِس تشتعل.. إعلان “منطقة تجمع غير قانوني” وسط انفجار الغضب الشعبي ضد أوامر ترامب العسكرية حول الهجرة “فيديو”

دخلت مدينة لوس أنجلس، في قلب ولاية كاليفورنيا، مرحلة جديدة من التصعيد بعد ثلاثة أيام متواصلة من المواجهات بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون، احتجاجًا على الإجراءات الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ملف الهجرة، والتي شملت نشر الحرس الوطني وتعبئة القوات النظامية لأول مرة منذ عقود في مدينة أمريكية كبرى.

وفي الساعات الأولى من صباح الإثنين، أعلنت شرطة لوس أنجلس عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” أن “وسط المدينة بات منطقة تجمع غير قانوني”، مطالبة المتواجدين بمغادرة المكان فورًا، في خطوة تعكس عمق الأزمة الأمنية والسياسية التي تعيشها المدينة.

وبحسب تقارير شرطية، تم اعتقال 56 شخصًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو رقم وصفه قائد شرطة المدينة، جيم ماكدونيل، بأنه “ضئيل مقارنة بما قد يحدث لاحقًا”، في تصريح يكشف عن مخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات وتحوّلها إلى حركة عصيان مدني واسعة.

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس تمر به الولايات المتحدة، إذ تُتهم إدارة ترامب بانتهاك التوازن الفيدرالي، بعد إصدارها أوامر مباشرة بتعبئة القوات العسكرية دون التنسيق الكامل مع السلطات المحلية في كاليفورنيا، المعروفة بمواقفها المعارضة لسياسات البيت الأبيض، خاصة في ملفات الهجرة والحقوق المدنية.

الأمر الرئاسي الذي وصفه مراقبون بـ”غير المسبوق”، فجّر غضب الشارع الأمريكي، لا سيما في المدن الكبرى ذات التنوع العرقي والسكاني، مثل لوس أنجلس، التي تُعد موطنًا لملايين من المهاجرين وأحفادهم. واعتبر نشطاء حقوقيون أن استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد متظاهرين سلميين يُعيد إلى الأذهان ممارسات الدول السلطوية، وليس دولة تُقدّم نفسها كحامية للحريات.

 فيديو: يوثّق مشاهد الغضب الشعبي ضد أوامر ترامب حول الهجرة

خلفيات سياسية واجتماعية

هذه المواجهات لا تنفصل عن السياق العام لحكم ترامب، الذي اعتمد خطابًا متشددًا تجاه المهاجرين منذ حملته الانتخابية، حيث كرّس خطاب “أمريكا أولاً” لتمرير أجندة يمينية قومية، ساهمت في تعميق الانقسام الداخلي بين التيارات الليبرالية والمحافظة.

ورغم أن النزاعات المرتبطة بالهجرة ليست جديدة في التاريخ الأمريكي، إلا أن استدعاء الجيش للتعامل مع مظاهرات داخلية يُمثّل انزياحًا خطيرًا نحو عسكرة الحياة العامة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإصلاحات هيكلية تطال الشرطة والنظام القضائي، بعد سلسلة من الانتهاكات ذات الطابع العنصري والتمييزي.

الاحتجاجات في لوس أنجلس وفق مراقبين، مرشحة للتصاعد، ما لم تُفتح قنوات حوار حقيقية مع المجتمع المحلي، بعيدًا عن لغة القمع والاستعراض العسكري.

فكل تصعيد أمني إضافي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الشرخ بين الدولة ومواطنيها، وخصوصًا الفئات التي تشعر بأنها مستهدفة من السياسات الفيدرالية الحالية.

https://anbaaexpress.ma/w24nv

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى