الشأن الإسبانيسياسة
أخر الأخبار

سانشيز.. يحذر من تهديدات تمويل التنمية المستدامة ويتفادى تحميل ترامب المسؤولية

إسبانيا تجدد التزامها بـ0.7% من ناتجها القومي لمساعدة الدول النامية

حذر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز من أن التنمية المستدامة أصبحت مهددة بفعل نقص التمويل وضعف الالتزام الدولي، داعيًا إلى “تجديد العقد مع التعددية وتكثيف الجهود لمكافحة الفقر وأزمة المناخ”، في ظل سياق عالمي بالغ التعقيد.

وفي أول ظهور علني له بمدينة إشبيلية ضمن فعالية تسبق القمة الدولية الرابعة لتمويل التنمية التي تنظمها الأمم المتحدة، شدد سانشيز على أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة وجماعية تعيد توجيه مسار التعاون الدولي نحو العدالة والمسؤولية.

ورغم حديثه عن تأثير التخفيضات في المساعدات الإنمائية الرسمية، تجنب سانشيز توجيه اللوم مباشرة إلى الولايات المتحدة أو رئيسها السابق دونالد ترامب، رغم غياب واشنطن عن القمة، باعتبارها أحد أكبر المانحين عالميًا.

وأكدت مصادر حكومية من قصر “لا مونكلوا” أن سانشيز يتعمد تجنب التصعيد مع واشنطن، خصوصًا بعد التوتر الذي نشب مؤخرًا بينه وبين ترامب بسبب رفض إسبانيا رفع إنفاقها الدفاعي إلى نسبة 5% في قمة حلف الناتو، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى التهديد بفرض رسوم جمركية جديدة.

في خطابه، دعا سانشيز إلى تخفيف أعباء الديون عن البلدان النامية، من خلال مبادرات مثل “مركز مقايضة الديون بالاستثمارات” و”تحالف تعليق الديون في حال الكوارث”، مع ضرورة أن يكون لتلك الدول السيادة في رسم استراتيجياتها التمويلية.

كما شدد على ضرورة بناء نظام ضريبي عالمي أكثر عدالة، تُسهم فيه الثروات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات بنسبة أكبر، داعيًا في الوقت ذاته إلى تعزيز فرص النساء في الوصول إلى التمويل لتمكين دورهن في جهود التنمية المستدامة.

وشارك سانشيز في الفعالية إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، حيث أكد على أن “الطريق نحو مستقبل أكثر عدلًا واستدامة لا بد أن يمر عبر التعاون متعدد الأطراف، والمسؤولية المشتركة، وتجاوز الخلافات الجيوسياسية”.

وأعاد التأكيد على التزام حكومته برفع نسبة المساعدات التنموية إلى 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف طال انتظاره ولم يتحقق بعد، لكنه يبقى – بحسب سانشيز – ضرورة أخلاقية وإنسانية يجب ترجمتها إلى واقع فعلي.

ويُنظر إلى هذا الخطاب كجزء من محاولة سانشيز استعادة زمام المبادرة سياسيًا، في ظل استمرار تداعيات قضايا داخلية، أبرزها ملف فساد مزعوم يلاحق شخصيات قريبة منه، ويأتي هذا التحرك أيضًا كمحاولة لإبراز الدور الإسباني في القضايا الدولية، وتأكيد موقع مدريد في خارطة القيادة السياسية العالمية.

https://anbaaexpress.ma/qcuph

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى