الشرق الأوسطمجتمع
أخر الأخبار

خاص لأنباء إكسبريس: رُبَى العجرمي.. أصبحت المساعدات الإنسانية في قطاع غزة فخا للإبادة

وليد بهضاض

في غمرة العجز الدولي وغياب أي موقف حازم وحاسم وصارم يهدف إلى وضع حد لآلة التقتيل الإسرائيلية التي اجتاحت قطاع غزة، تاركة خلفها دمارا شاملا وآلافا من الجثث تحت الأنقاض.

صرحت من عين المكان الإعلامية “رُبَى العجرمي” لجريدة “أنباء إكسبريس“، أن غزة تشهد تصعيدا عسكريا غير مسبوق، مؤكدة كون الجيش الإسرائيلي أعلن سيطرته الكاملة على شمال وجنوب قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح، إضافة إلى أكثر من 80% من مدينة خان يونس، زيادة على المحاور الشرقية الممتدة من شمال القطاع إلى جنوبه مرورا بوسط المدينة.

وتضيف مراسلة قناة TRT الفضائية في تصريح حصري، كون الهجمات العسكرية ترافقها عمليات تدمير شامل للبنية التحتية والمنازل السكنية، ما نتج عنه تهجير قسري لعشرات الآلاف من السكان الأصليين نحو مناطق تفتقر لأدنى مقومات العيش، في حالة من التشرد والرعب دون ماء، أو طعام او مأوى، مضيفة كون النازحين وجدوا أنفسهم في خيام بدائية وسط ظروف حياة لا تُحتمل.

وفي مفارقة مؤلمة، توضح ضيفة الجريدة، أن القذائف الصاروخية تستهدف حتى المناطق التي زَعَمت تل أبيب أنها “إنسانية وآمنة”، ما تسبب في وقوع مجازر مروعة بحق المدنيين الذين لجؤوا إليها بعد أوامر بالإخلاء صدرت عن الجيش الإسرائيلي نفسه.

وتؤكد الإعلامية “ربى العجرمي”، ان جيش الإحتلال يواصل إغلاق جميع المعابر لأزيد من ثلاثة أشهر متواصلة، و منع دخول ولو قطرة ماء يتيمة، بينما في منتصف ماي المنصرم، تم فتح المعابر بشكل جزئي جراء الضغط الدولي، لكن المساعدات وُجّهت خصيصا إلى مؤسسة “غزة الإنسانية”، التابعة لشركة أمريكية تعمل بتنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي.

واسترسلت الصحافية من عين المكان، كون المؤسسات الدولية والإنسانية، بما فيها الأمم المتحدة، رفضت الطريقة المعتمدة في الدعم الإنساني، بعد أن تم وصفها بضعف النجاعة في تحقيق العدالة والتساوي بين المستفيدين، خصوصا الفئات الهشة من المرضى، وكبار السن، والنساء، والأطفال ممن يصعب عليهم البحث عن لقمة العيش.

وتوضح ضيفة الجريدة، أن المعضلة الكبرى تكمن في مراكز توزيع المساعدات الأربعة، و المتواجدة في مناطق عسكرية نشطة، ما جعل الوصول إليها شبه مستحيل بل مغامرة بالحياة، مشددة انه منذ افتتاح ابواب المساعدة الانسانية في 27 ماي، قُتل أكثر من 130 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لأسرهم، بعدما تحوّل الخبز إلى فخ، والبحث عن البقاء إلى مشهد يومي للموت الجماعي.

و تختم المراسلة التلفزيونية تصريحها واصفة واقع الحال، ان تواصل القصف وتردي الأوضاع الإنسانية ومحدودية المساعدات الغذائية جعلت ساكنة غزة تعيش واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها الحديث، مؤكدة أن الجميع يسير على حافة الانهيار، ومقومات الحياة اختفت كليا، كما أن الموت لم يعد استثناء.

في خضم هذا الجحيم، يبقى السؤال معلقا ؟ كم من الوقت يمكن لغزة أن تصمد في وجه القصف والجوع ؟! فأن يحمِل المرء أطفاله في حضنه هاربا، من مصير معلوم نحو أفق مجهول، دون ماء أو دواء، إنها ليست مأساة حقيقة، بل وصمة عار على جبين المنتظم الدولي والإنسانية.

https://anbaaexpress.ma/3vngg

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى