تقاريرسياسة

تقرير استخباري.. الضربة الأميركية لم تُدمّر البرنامج النووي الإيراني بالكامل وترامب ينفي

الضربة العسكرية التي قادها ترامب ضد المواقع النووية الإيرانية، والتي وصفت بأنها الأوسع منذ انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018، تثير تساؤلات حول فعاليتها الاستراتيجية ومردودها السياسي

كشف تقرير استخباري أميركي سري أولي أن الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية مؤخراً لم تدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل أعادته فقط عدة أشهر إلى الوراء، خلافاً لما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر مطلعة على تقرير وكالة استخبارات الدفاع أن الضربات التي نُفذت الأحد، أغلقت مداخل بعض المنشآت لكنها لم تدمّر الأبنية تحت الأرض ولا مخزون اليورانيوم أو جميع أجهزة الطرد المركزي.

الرئيس ترامب سارع إلى نفي هذه المعلومات، وهاجم وسائل الإعلام، خاصة “سي إن إن” و”نيويورك تايمز”، واصفاً العملية بأنها “واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ”، مدّعياً تدمير المواقع النووية بشكل كامل.

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت نفت صحة التقرير الاستخباري، معتبرة أنه “خاطئ تمامًا” واتهمت جهات داخلية بتسريبه لتقويض إنجازات ترامب العسكرية. في المقابل، شدد رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال دان كين على أن التقييمات الأولية تشير إلى “أضرار جسيمة”، دون الجزم بتدمير كامل.

الضربة، التي شاركت فيها 125 طائرة وقاذفتان من طراز B-52، استهدفت منشآت نووية في نطنز وأصفهان وفوردو، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، في عملية عسكرية وصفت بالأوسع ضد أهداف نووية إيرانية.

من جانبها، أكدت إيران أن برنامجها النووي لم يتوقف، وأن الأضرار كانت “محدودة”، مشيرة إلى بدء تنفيذ خطط لإعادة تشغيل المنشآت المتضررة، فيما قال مسؤولون إيرانيون إن مخزون اليورانيوم لا يزال محفوظًا، وإن “اللعبة لم تنتهِ بعد”.

 هل فشل الردع الأميركي؟

الضربة العسكرية التي قادها ترامب ضد المواقع النووية الإيرانية، والتي وصفت بأنها الأوسع منذ انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018، تثير تساؤلات حول فعاليتها الاستراتيجية ومردودها السياسي.

فبينما تروّج الإدارة الأميركية لانتصار عسكري كامل، تشير المعطيات الاستخبارية الأولية إلى أن طهران لا تزال تملك البنية الأساسية لإعادة تشغيل برنامجها النووي، وربما ضمن فترة زمنية قصيرة.

هذا التضارب بين الخطاب السياسي والتقييم العسكري يسلط الضوء على فجوة متنامية بين الاستعراض الإعلامي والواقع العملياتي، خاصة في ظل استعداد إيران لمثل هذا السيناريو عبر بناء منشآت تحت الأرض وتعقيد خطوط الإنتاج.

من جهة أخرى، لا يبدو أن الضربة، مهما كانت كثافتها، قد غيرت المعادلة الاستراتيجية في المنطقة. فالرد الإيراني لم يأت بعد، مما قد يشير إلى تبني طهران لسياسة “الصبر الاستراتيجي” بانتظار استثمار سياسي أو أمني في توقيت لاحق، ربما يكون على شكل تصعيد محدود أو تفاوض مدروس.

في المحصلة، تظهر هذه العملية الأميركية كرسالة قوة، أكثر منها استراتيجية فعّالة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني.

ويبقى السؤال المطروح: هل يمكن بالفعل تدمير الطموح النووي بضربات عسكرية، أم أن الردع المستدام يمر عبر مسار سياسي–دبلوماسي لم يحن أوانه بعد؟

https://anbaaexpress.ma/6gmna

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى