أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن توقيع اتفاقية استراتيجية بين البلدين لتعزيز التعاون في مجال إنتاج وتطوير الطائرات المسيّرة العسكرية، وذلك من خلال تبادل التكنولوجيا والخبرة الميدانية المكتسبة من ساحات القتال في أوكرانيا.
وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه أمس الاثنين، ستقوم أوكرانيا بتزويد المملكة المتحدة ببيانات تقنية دقيقة جُمعت من الجبهة باستخدام الطائرات المسيّرة، وستُستخدم هذه البيانات في خطوط الإنتاج البريطانية لإنشاء صناعة مسيّرات عسكرية على نطاق واسع، بحسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية (داونينغ ستريت).
البيان أشار إلى أن هذا التعاون الصناعي «يعزز من قدرات أوكرانيا في إنتاج المسيّرات، ويربط قطاع الدفاع البريطاني بأحدث الابتكارات العسكرية التي يتم تطويرها ميدانيًا على الجبهات الأوكرانية».
وجاء توقيع الاتفاق في لقاء جمع ستارمر بزيلينسكي في مقر الحكومة البريطانية، عشية انطلاق قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي سيشارك فيها الطرفان في لاهاي.
ويشمل الاتفاق، الذي يمتد لثلاث سنوات، تسريع عملية نقل البيانات إلى الشركات البريطانية، ما يسمح لها بإطلاق خطوط إنتاج سريعة للطائرات المسيّرة المخصصة لأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.
كما أعلنت بريطانيا تخصيص دعم مالي مباشر بقيمة 280 مليون جنيه إسترليني (حوالي 327 مليون يورو) ضمن ميزانية العام المالي 2025/2026، سيتم توجيهه لمشاريع إنسانية، وطاقوية، وبرامج إصلاح وإعادة إعمار داخل أوكرانيا.
ويتوقع أن تسهم هذه الشراكة الصناعية في تعزيز تبادل الخبرات والمعلومات بين الطرفين في مجال الدفاع الجوي باستخدام المسيّرات، مع التأكيد على أن الاتفاق يهدف أيضًا إلى إرساء قاعدة لتعاون أوسع بين البلدين بعد انتهاء الحرب.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني: «من خلال الاستفادة من الابتكار الأوكراني في ميدان المعركة، ودمجه مع القدرات الصناعية البريطانية، لا نُسرّع فقط في دعم الدفاع الأوكراني، بل نُعزز أيضًا أمن عمّالنا واقتصادنا».
وعبّر ستارمر وزيلينسكي في لقائهما عن امتنانهما لدعم حلف الناتو والتزامات الحلفاء المالية، مؤكدَين ضرورة ضمان حصول الجيش الأوكراني على ما يحتاجه من تجهيزات دفاعية لصد الهجمات الروسية.
كما اتفق الطرفان على أهمية عقد اجتماع افتراضي قريب لأعضاء ما يُعرف بـ”تحالف المتطوعين” من أجل بحث الخطوات التالية لتشكيل قوة دولية يمكن أن تضمن تنفيذ أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا مستقبلاً.
