حديث الساعةسياسةعاجل
أخر الأخبار

الصين تُغلق الباب نهائيًا أمام الجمهورية الوهمية.. ومؤشرات متقدمة على اعتراف مرتقب بمغربية الصحراء

في مؤتمر تشانغشا، عاصمة مقاطعة هونان، جددت الصين موقفها الواضح والشفاف: لا شرعية ولا مكان لكيانات وهمية في إطار التعاون الصيني الإفريقي

المؤشرات تتكاثف: الصين تقترب من الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء

كما كنا قد أشرنا مرارًا في قراءاتنا وتحليلاتنا السابقة، فإن الجزائر، التي ما فتئت تُقامر برصيدها الدبلوماسي من أجل دعم كيان انفصالي وهمي، بدأت تخسر حلفاءها الاستراتيجيين الواحد تلو الآخر، وها هي اليوم تجد نفسها في عزلة متفاقمة بعد أن أغلقت الصين الباب بشكل نهائي أمام “الجمهورية الصحراوية” المزعومة مليشيا البوليساريو، خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي الأخير.

في مؤتمر تشانغشا، عاصمة مقاطعة هونان، يوم 11 يونيو الجاري، جددت الصين موقفها الواضح والشفاف: لا شرعية ولا مكان لكيانات وهمية في إطار التعاون الصيني الإفريقي، الذي يضم فقط الدول ذات السيادة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

بهذا الموقف، تكون بكين قد وضعت حدًا لأي تأويل أو لبس حول موقفها الحقيقي من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

لقد ظللنا نؤكد، منذ سنوات، أن الصين، التي تُدير سياستها الخارجية بمنطق المصالح الاستراتيجية طويلة الأمد، لا يمكن أن تستمر في مجاملة الكيان الانفصالي، خاصة مع التحولات الجيوسياسية الجارية وواقع الاعترافات الدولية المتصاعدة بمغربية الصحراء، والتي بدأت من واشنطن، مرورًا بباريس، ولندن، ثم مدريد وبرن، وغيرها من العواصم المؤثرة.

الجزائر تُقدّم الهدايا المجانية للرباط

المفارقة اليوم كما أشرنا في مقالنا السابق أن الجزائر، وفي محاولة بائسة لموازنة التحولات المتسارعة في مواقف القوى الكبرى، قررت إلغاء مشروع ميناء “الحمدانية” الاستراتيجي، أحد أكبر مشاريع التعاون الجزائري الصيني، لتمنحه لشركة فرنسية، وذلك بعد إعلان فرنسا دعمها الصريح لمغربية الصحراء.

هذا القرار لم يكن اقتصاديًا، بل سياسيًا بامتياز، وهو ما اعتبره العديد من المراقبين “تنازلاً سيادياً” يُعبّر عن ارتباك حقيقي في الموقف الجزائري.

الصين، التي تفاجأت بهذا الانسحاب الجزائري من مشروع “الحزام والطريق”، لا شك أنها بصدد إعادة تقييم موقفها بالكامل من الشريك الجزائري، ومن ملف الصحراء بشكل خاص.

وموقفها الأخير في منتدى هونان ليس إلا أولى المؤشرات على تحول مرتقب نحو اعتراف عملي، وربما رسمي، بمغربية الصحراء.

الصين على خطى أعضاء مجلس الأمن الدائم

اليوم، لم يعد الحديث عن “توازن” صيني في المواقف مقبولًا. فالصين، كعضو دائم في مجلس الأمن، تدرك أن مصالحها المستقبلية في شمال إفريقيا وفي القارة الإفريقية عموماً، تمر عبر بوابة الرباط، التي أثبتت قدرتها على قيادة الاستقرار والتنمية، وتحوّلت إلى مركز جاذبية استثماري ولوجستي على مستوى القارة.

ومع انكشاف هشاشة الخيار الجزائري، وتراجع رهاناته على الصين وروسيا، يبدو أن بكين أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى الانخراط في المسار الدولي الذي يقوده المغرب، ويعترف بسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.

ختامًا: يمكننا القول اليوم، وبكل يقين، إن موقف الصين خلال منتدى تشانغشا لم يكن مجرد تفصيل دبلوماسي، بل تحوّل نوعي يُمهد الطريق للاعتراف الصيني المرتقب بمغربية الصحراء، على خطى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في سياق دولي يتجه نحو الحسم في هذا النزاع المفتعل.

وإذا كانت الجزائر قد اختارت الخروج من لعبة الكبار بخطوة غير محسوبة، فإن المغرب، بسياسة النفس الطويل، يربح جولة جديدة من دون إطلاق رصاصة واحدة.. فقط بلغة الشرعية، التنمية، والمصداقية.

https://anbaaexpress.ma/mz37m

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى