تتسارع وتيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، مع تصاعد الصراع المفتوح بين إيران وإسرائيل، والذي بلغ ذروته خلال الساعات الأخيرة، وسط تحركات دبلوماسية إقليمية وتهديدات عسكرية متبادلة تنذر بتوسّع رقعة المواجهة.
السعودية تدخل على الخط: تعزية وإدانة
في تطور لافت، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني بزشكيان، أعرب خلاله عن تعازيه ومواساته لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت الأراضي الإيرانية خلال الأيام الأخيرة.
ولي العهد السعودي شدّد، خلال الاتصال، على إدانته الشديدة للاعتداءات الإسرائيلية، واعتبر أنها تمسّ “سيادة الجمهورية الإسلامية”، كما أكد أن هذه الهجمات تعرقل جهود الحوار وخفض التصعيد وتقطع الطريق على المساعي الدبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.
من جانبه، عبّر الرئيس الإيراني بزشكيان عن تقدير بلاده للموقف السعودي، مشدداً على أهمية التحركات الإقليمية لردع العدوان ومنع تفجّر حرب أوسع.
ساحة اليمن تشتعل: محاولة اغتيال جديدة
وفي سياق توسيع رقعة التصعيد، أعلنت قناة 14 الإسرائيلية أن الهدف من الهجوم الجوي الذي وقع قبل قليل في اليمن هو محمد العمري، رئيس أركان الحوثيين، مؤكدة أن التحقيقات جارية لتحديد نتائج الاستهداف.
فيما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر مطلعة أن المحاولة الإسرائيلية فشلت في تصفية الشخصية الحوثية المستهدفة في صنعاء، ما يشير إلى اتساع نطاق العمليات الإسرائيلية لتشمل حلفاء طهران الإقليميين.
تهديدات إيرانية: الرد قادم والتصعيد محسوم
في تصريحات حادة، أكد مسؤول أمني إيراني رفيع لقناة الجزيرة أن إيران تتهيأ لمواجهة طويلة الأمد، مشيراً إلى أن “طهران لم تبدأ الحرب، لكنها هي من ستحدد موعد نهايتها”.
وأضاف المسؤول أن الضربة الإيرانية الأخيرة على تل أبيب ما هي إلا البداية، مهدداً بأن استمرار العدوان الإسرائيلي سيقود إلى إسقاط حكومة نتنياهو، بل و”نهاية النظام السياسي الإسرائيلي برمته”.
وفي رسالة أكثر مباشرة، أصدر الجيش الإيراني بياناً مقتضباً جاء فيه: “نُزِّلت الأوامر.. فانسلَّ الموتُ من غِمده”.
واشنطن ترفض الانخراط.. حذر أميركي من الانجرار للحرب
من جهته، كشف موقع “أكسيوس” أن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب دعمها عسكرياً والانضمام إلى الحرب ضد إيران بهدف القضاء على برنامجها النووي.
لكن مسؤولاً أميركياً رفيعاً أكّد تلقي هذا الطلب، إلا أنه نفى وجود نية لدى الإدارة الأميركية للتدخل في هذه المرحلة، ما يعكس تخوّف واشنطن من التصعيد الشامل في الشرق الأوسط.
جدل دبلوماسي مع فرنسا: طهران تردّ على ماكرون
في سياق آخر، شنّ إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، هجوماً لاذعاً على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً:
“إنه لأمر مخزٍ أن تشوّه باريس البرنامج النووي الإيراني السلمي، بينما إسرائيل تقصف المنازل والمنشآت المدنية بدمٍ بارد”.
وأضاف: “النفاق الأوروبي مذهل.. فبدلاً من إدانة جرائم الاحتلال، يتم تبريرها ضمنياً وتشويه صورة ضحاياها”.
في قلب الضربة: نتنياهو يتفقد الأضرار
وعلى الجانب الإسرائيلي، تفقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المناطق المتضررة جنوب تل أبيب، والتي تعرضت لهجوم صاروخي إيراني دقيق في الليلة الماضية. ووصف الهجوم بأنه “الأخطر على الإطلاق”، متعهداً بالرد “دون حدود”.
خلاصة: المنطقة على حافة الانفجار، بين التصريحات المتبادلة، والتدخلات الإقليمية، والمحاولات الدولية لاحتواء التصعيد، تبدو المنطقة أقرب من أي وقت مضى إلى مواجهة كبرى مفتوحة، فيما لا تزال كل الأطراف تتأهب لما قد يكون أطول وأعنف جولات الصراع بين طهران وتل أبيب.
