تعتزم الحكومة الإسبانية تخصيص نحو 113 ألف يورو لتوفير قوائم طعام خاصة للجنود المغاربة المشاركين في برنامج تدريبي مكثف تنظمه شركة “نافانتيا” الإسبانية المتخصصة في بناء السفن، وذلك في إطار اتفاقية دفاعية ثنائية تهدف إلى تعزيز قدرات البحرية الملكية المغربية.
ويشمل البرنامج تدريب 86 عنصراً من البحرية المغربية على قيادة وتشغيل سفينة الدورية المتطورة من طراز “أفانتي 1800″، التي يتم تصنيعها حالياً لصالح المغرب في أحواض نافانتيا بمدينة سان فرناندو. وتمتد فترة التدريب من فبراير 2024 حتى يونيو 2026، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام إسبانية.
وسيتم إعداد قوائم غذائية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تتضمن لحوماً حلالاً معتمدة، وتخلو تماماً من الكحول ولحم الخنزير، احتراماً للخصوصية الثقافية والدينية للمتدربين المغاربة.
وكانت شركة “نافانتيا” قد شرعت في تطوير سفينة “سان فرناندو” سنة 2023، وهي واحدة من أحدث طرازات السفن الدورية المصممة لمهام المراقبة البحرية وحماية الحدود. وتبلغ مواصفاتها التقنية طولاً يناهز 87 متراً وعرضاً قدره 13 متراً، مع قدرة استيعابية تصل إلى 60 فرداً.
وتتميز السفينة بقدرات تسليحية متقدمة تشمل مدفعاً عيار 76 ملم، ومنصات لإطلاق صواريخ أرض-جو وأرض-أرض، إضافة إلى نظام دفاعي صاروخي نقطي (PDMS)، وأجهزة استشعار ورادارات عالية الدقة، فضلاً عن إمكانية إطلاق طائرات مروحية من على متنها.
وساهم مشروع بناء “سان فرناندو” في خلق ما يزيد عن مليون ساعة عمل، وتوفير حوالي 1100 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مما يعكس أهمية هذه الشراكة في تنشيط الاقتصاد المحلي الإسباني بقطاع الصناعات الدفاعية.
ويأتي هذا التعاون في سياق مسعى المغرب لتحديث ترسانته العسكرية وتعزيز شراكاته الاستراتيجية في المجال الأمني والدفاعي، لا سيما مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة، الصين، وإسرائيل، بما ينسجم مع توجهات المملكة لتأمين سواحلها وتعزيز حضورها الإقليمي.
الاتفاق يتضمن أيضاً دعماً فنياً ولوجستياً متكاملاً، يشمل تزويد البحرية المغربية بقطع الغيار والمعدات والوثائق التقنية، فضلاً عن برامج تدريب ميدانية لضمان جاهزية الأطقم المغربية في تشغيل السفينة بكفاءة عالية.