في خطوة غير مسبوقة منذ تأسيسه قبل أكثر من ستة عقود، يستعد المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لتنظيم أول انتخابات لممثلي المؤلفين وأصحاب الحقوق داخل مجلسه الإداري، حيث أعلنت لجنة الإشراف على العملية الانتخابية عن استكمال كافة الترتيبات التقنية واللوجستية تمهيداً لانطلاق الاقتراع مطلع شتنبر المقبل.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية عقدتها اللجنة أمس الثلاثاء 3 يونيو 2025 بمسرح محمد الخامس بالرباط، بحضور نخبة من الفنانين والمبدعين وممثلي وسائل الإعلام، حيث تم تقديم تصور شامل حول العملية الانتخابية وأهدافها وهيكلتها.
وأبرز نبيل الجاي، رئيس لجنة الإشراف، أن هذه الانتخابات تمثل لحظة مفصلية في مسار إصلاح المنظومة القانونية والمؤسساتية لحقوق المؤلف بالمغرب، معتبراً أنها ستكرّس لأول مرة تمثيلية ديمقراطية داخل المكتب، الذي ظل لعقود يشتغل دون تمثيل منتخب.
وأشار الجاي إلى أن اللجنة، التي تم تشكيلها بقرار من وزير الشباب والثقافة والتواصل، باشرت عملها منذ 14 مارس 2025، وتعقد اجتماعات دورية لوضع إطار انتخابي عادل وشفاف، يراعي تمثيل مختلف التخصصات الإبداعية، فضلاً عن مقاربة النوع.
أسماء وازنة داخل اللجنة
وتضم اللجنة وجوهاً بارزة من المشهد الثقافي المغربي، من ضمنهم: توفيق حازب، رشيدة طلال، هشام الجباري، محمد بوفتاس، السعودي سيدي محمد، أمينة آبيل، محمد العنبري، مراد الحلحول، فولان بوحسين، الباتول المرواني، أمين ناسور، سامية أقريو، وإبراهيم حركات.
وشهدت الندوة تفاعلات متباينة من قبل الحاضرين، حيث عبّر عدد من الفنانين عن دعمهم القوي للمبادرة، بينما أبدى آخرون بعض التحفظات بخصوص الظرفية القانونية والإدارية للمشروع. لكنّ الجميع اتفق على أهمية الخطوة في تكريس الشفافية والشرعية التمثيلية داخل المكتب.
مسؤولية جماعية ومناخ توافق
وفي مداخلاته، أوضح المخرج أمين ناسور خلفيات تشكيل اللجنة وأسس اشتغالها، فيما عبرت الفنانة سامية أقريو عن اعتزازها بالانخراط في هذه اللحظة التأسيسية، مشيدة بجو التوافق داخل اللجنة. أما المخرج هشام الجباري، فاعتبر أن اللحظة “تاريخية” وتتطلب انخراطاً جماعياً من قبل كل المبدعين.
واختتم اللقاء بالإعلان عن جدول زمني مفصل سيصدر خلال شهر شتنبر، يشمل مراحل الترشح، الحملة الانتخابية، وآليات التصويت، وصولاً إلى إعلان النتائج النهائية، في أفق إرساء تمثيلية شرعية داخل المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.