هزّ تفجير انتحاري غير مسبوق كنيسة القديس مار إلياس بحي الدويلعة في دمشق، الأحد، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة 63 آخرين، في أول هجوم من نوعه على دار عبادة مسيحية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
ونسبت وزارة الداخلية السورية الاعتداء لتنظيم “داعش”، مؤكدة أن المنفذ أطلق النار داخل الكنيسة قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف وسط جموع المصلين.
الحادثة التي وقعت خلال قداس حضره العشرات، بينهم أطفال وكبار في السن، أحدثت دماراً واسعاً داخل الكنيسة، وشوهدت المقاعد الخشبية مدمرة والدماء تغطي أرضية المكان. شهود عيان تحدثوا عن حالة من الهلع إثر تبادل إطلاق النار أعقبه انفجار عنيف.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من شهر على تولي السلطة الانتقالية مقاليد الحكم في البلاد، في وقت تتعرض فيه لضغوط دولية لحماية الأقليات وضمان إشراكها في المرحلة المقبلة.
ونددت بطريركية الروم الأرثوذكس بما وصفته بـ”الانتهاك الصارخ لحرمة الكنائس”، محمّلة السلطات الانتقالية مسؤولية الأمن، فيما اعتبرت الخارجية السورية أن الهجوم يستهدف “ضرب التعايش وزعزعة الاستقرار الوطني”.
وتشهد سوريا تراجعًا حادًا في أعداد المسيحيين منذ اندلاع الحرب عام 2011، إذ تقلص عددهم من نحو مليون إلى أقل من 300 ألف، نتيجة النزوح والهجرة.
الهجوم أعاد إلى الواجهة المخاوف من تصاعد الهجمات الطائفية، رغم تعهدات السلطة الجديدة بضمان الأمن ومشاركة كافة مكونات المجتمع في صياغة مستقبل البلاد.