دوليسياسة
أخر الأخبار

واشنطن ومدريد.. على مفترق طرق دفاعي قبيل قمة حاسمة لحلف الناتو

في ظل الاستعدادات الجارية لقمة حلف شمال الأطلسي المرتقبة في لاهاي يومي 24 و25 يونيو، كشفت أول محادثات رسمية بين وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في واشنطن، عن تباين واضح في الرؤى بشأن الإنفاق الدفاعي داخل صفوف الحلفاء.

ففي اللقاء الذي عقد الخميس بالعاصمة الأمريكية، جدّد روبيو مطالب واشنطن برفع ميزانية الدفاع لدى دول الناتو إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، معتبرًا ذلك ضرورة ملحّة في ظل التحديات العالمية المتصاعدة، وعلى رأسها روسيا والصين والإرهاب.

في المقابل، شدّد ألباريس على “الجهد الكبير” الذي تبذله بلاده لبلوغ هدف 2٪ المتفق عليه منذ عام 2014، معتبرًا أن “النقاش يجب أن يركز على القدرات لا على النسب فقط”.

وأكد الوزير الإسباني خلال مؤتمر صحفي من سفارة بلاده في الولايات المتحدة، أن إسبانيا تبرهن على التزامها الأمني من خلال نشر 2300 جندي في الجبهة الشرقية للناتو، في واحدة من أكبر مساهماتها العملياتية في تاريخ الحلف.

هذا النهج “النوعي” وجد صداه في تصريحات وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، التي اعتبرت قبل أيام أن التركيز على الأرقام دون تقييم الاحتياجات الاستراتيجية الحقيقية لأوروبا يُعد “خطأً”.

لكن الخارجية الأمريكية لم تخف تحفظها، إذ أشارت إلى أهمية الجهود الإسبانية، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن “المطلوب أكثر”، في حين ذهب روبيو أبعد من ذلك، حين كتب على منصة “إكس” أن “على إسبانيا أن تلتحق ببقية الحلفاء وتخصص 5٪ من ناتجها المحلي للدفاع”.

رغم الخلاف الظاهر حول النفقات الدفاعية، وصف ألباريس اللقاء بأنه “إيجابي”، مشيدًا بما سماه “صراحة الحوار الثنائي”، إذ تناول الاجتماع أيضًا ملفات حساسة أخرى، من بينها الوضع في غزة وأوكرانيا.

وفي هذا السياق، طالب الوزير الإسباني واشنطن ببذل مزيد من الجهد لإقناع إسرائيل بفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكداً أن الموقف الإنساني لا يحتمل التأجيل. كما أدان الطرفان اغتيال موظفين إسرائيليين في واشنطن، في رسالة موحدة ضد العنف.

أما بخصوص أوكرانيا، فأكد ألباريس أن “السلام هناك مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن أوروبا”، مشددًا على ضرورة التطرق إلى “القدرات الدفاعية الحقيقية” بدلًا من الاكتفاء بنقاش حول مؤشرات مالية.

تأتي هذه التطورات في وقت يطالب فيه الأمين العام للناتو، مارك روتي، بمراجعة الأطر الدفاعية التقليدية للحلف، معتبرًا أن “سقف 2٪ لم يعد كافيًا”، ومشيرًا إلى ضرورة الاستعداد لمخاطر مقبلة على مدى خمس إلى سبع سنوات.

وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى فرض معايير كمية أكثر صرامة، تبدو إسبانيا حريصة على الدفع بنقاش أعمق، يعيد تعريف مفهوم الدفاع الأوروبي. وتظل القمة المقبلة مسرحًا حاسمًا لهذا الصراع بين منطقَي الكم والكيف في مستقبل الحلف الأطلسي.

https://anbaaexpress.ma/akbd2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى