شهد الفاتيكان اليوم لحظة مفصلية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، حيث أعلن مجمع الكرادلة عن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة، ليحمل اسم ليو الرابع عشر، خلفًا للبابا فرنسيس.
ويُعدّ انتخاب بريفوست حدثًا غير مسبوق في تاريخ الفاتيكان، إذ يُصبح بذلك أول أمريكي يتولى كرسي البابوية، في تطور يعكس التغيرات المتسارعة داخل المؤسسة الكنسية، وسعيها لإعادة رسم حضورها العالمي بما يستجيب لتحولات العصر وتحدياته.
ولد ليو الرابع عشر، المعروف سابقًا بالكاردينال بريفوست، عام 1959 في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وهو ينتمي إلى رهبنة أوغسطينية وله باع طويل في العمل الرعوي والإداري داخل الكنيسة، حيث شغل مناصب بارزة أبرزها رئيس مجمع الأساقفة في الفاتيكان.
وقد عُرف بآرائه المعتدلة وتوجهاته الإصلاحية، فضلاً عن مواقفه الإنسانية المؤيدة لقضايا العدالة الاجتماعية والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وتأتي هذه الخطوة التاريخية في وقت تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية ضغوطًا داخلية وخارجية، بين مطالب الإصلاح، وقضايا الشفافية، وتراجع الثقة الشعبية في بعض المجتمعات الغربية.

ويُنظر إلى انتخاب ليو الرابع عشر على أنه رسالة قوية بانفتاح الفاتيكان على القارة الأمريكية وعلى العالم المعاصر برمّته.
في أول تصريح مقتضب له بعد انتخابه، قال البابا الجديد: “أصلي من أجل السلام في عالمنا، ولأجل وحدة الكنيسة وخدمة الإنسانية بالمحبة والرحمة”.
وظهر على شرفة كنيسة القديس بطرس مبتسمًا، وسط هتافات عشرات الآلاف من الحشود المحتشدة في ساحة الفاتيكان، الذين استقبلوه بحرارة واهتمام عالمي كبير.
الجدير بالذكر أن اختيار اسم “ليو الرابع عشر” يُعدّ تكريمًا لتاريخ بابوات سابقين حملوا الاسم ذاته، أبرزهم ليو الثالث عشر الذي قاد الكنيسة في أواخر القرن التاسع عشر واشتهر بدعوته إلى العدالة الاجتماعية والاهتمام بقضايا العمال، وهو ما قد يحمل دلالات رمزية حول الخط الذي ينوي البابا الجديد اتباعه.
أنباء إكسبريس ستوافيكم بتقارير مفصلة حول خلفيات هذا الحدث، وتداعياته داخل الكنيسة الكاثوليكية ومجتمعاتها العالمية.