الشأن الإسبانيمجتمع
أخر الأخبار

برنامج اللغة العربية والثقافة المغربية يثير مخاوف اليمين الإسباني

يتسلل حضور اللغة العربية والثقافة المغربية تدريجيا إلى المجتمع الإسباني، لا سيما في قطاع التعليم، وذلك في إطار اتفاق ثنائي بين حكومتي الرباط ومدريد.

فقد تم اعتماد برنامج اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) بشكل تدريجي في مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي عبر اثنتي عشرة منطقة ذات حكم ذاتي في إسبانيا، منها كتالونيا، الأندلس، مدريد، إقليم الباسك، جزر الكناري، وغيرها.

ويستند هذا البرنامج، كما يشير موقع وزارة التعليم الإسبانية، إلى تمويل مباشر من حكومة المغرب، التي تتولى بدورها اختيار الأساتذة الموكل إليهم تدريس هذه المادة. ويقدم البرنامج بصفة “تكميلية وطوعية”، ويهدف إلى تعزيز حضور الثقافة المغربية في أوساط الجالية المغاربية المقيمة بإسبانيا.

لكن هذا الحضور الثقافي لم يمر دون إثارة الجدل؛ ففي منطقة لو باغان التابعة لبلدية سان بيدرو ديل بيناتار في إقليم مورسيا، أدرج أحد مراكز التعليم (مدرسة “نويسترا سينيورا ديل كارمن”) في مناهجه مناسبة “المسيرة الخضراء”، وهي الذكرى الوطنية التي يحتفي بها المغرب لاسترجاع إقليم الصحراء خلال السبعينيات، وهو ما اعتبر من قبل البعض خطوة ذات رمزية سياسية حساسة.

وفي سياق الجدل المتنامي، صوّت مجلس بلدية إلكاسار بمنطقة كاستيا لا مانتشا على مقترح تقدم به حزب vox اليميني المتطرف، يطالب بالتعليق الفوري للبرنامج في المدارس العمومية بالمنطقة.

وقد أُقرّت المذكرة بأغلبية سبعة أصوات (من حزب Vox والحزب الشعبي)، مقابل خمسة أصوات رافضة (من الحزب الاشتراكي وتحالف “أونيداس بور إلكاسار”)، مع امتناع عضو اشتراكي واحد عن التصويت.

وأوضحت أولغا غونثاليث، الناطقة باسم حزب Vox في البلدية، أن هذه الخطوة تأتي في إطار “الدفاع عن الهوية الثقافية الإسبانية، ورفض أي تدخلات أجنبية أو أيديولوجيات غريبة عن جذورنا”، حسب توصيفها.

مشيرة إلى أن وجود برنامج ممول من دولة أجنبية وينفذ عبر أساتذة تختارهم حكومة الرباط، يثير تساؤلات حول الشفافية ومحتوى التدريس.

وأضافت غونثاليث: “إسبانيا بلد مضياف، لكنه لا يمكن أن يتخلى عن هويته الثقافية من أجل أجندات عابرة للحدود أو مصالح دبلوماسية. أولويتنا يجب أن تبقى متمثلة في الوحدة الثقافية، وتحقيق اندماج حقيقي قائم على احترام قيمنا الدستورية والتاريخية”.

https://anbaaexpress.ma/ttuzi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى