آراء
أخر الأخبار

الوسواس القهري والتفكير الزائد.. مرض العصر

محمد لزرك

يعد مرض الوسواس القهري والتفكير الزائد من بين الأمراض النفسية المنتشرة في الآونة الأخيرة، فكثير من الناس يعانون من هذا المرض، ولا يتقبلونه بسبب عدم فهمهم له أو الخوف من المجتمع.

يعتبر الوسواس القهري مرضًا نفسيًا مزمنًا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد اليومية، حيث يجد المصابون به أنفسهم محاصرين بأفكار متكررة ومزعجة لا يستطيعون التخلص منها، مما يدفعهم إلى القيام بسلوكيات معينة بشكل متكرر دون قدرتهم على السيطرة عليها.

هذه الأفكار والسلوكيات يمكن أن تسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا وتؤثر على العلاقات الاجتماعية والعملية. ومن بين الأعراض التي يمكن أن تظهر على المصابين بالوسواس القهري:

– الخوف من الموت بشكل مفرط، حيث قد يشعر المريض بأنه سيموت قريبًا أو أنه ميت بالفعل.

– التفكير المتكرر في الموت، وقد يتخيل المريض نفسه ميتًا أو أنه توفي منذ فترة طويلة.

– عدم راحة البال

– القلق

– الاكتئاب

– التوتر العصبي

هذه الأفكار يمكن أن تكون مزعجة ومخيفة، وتؤدي إلى شعور المريض بالضيق والقلق المستمر. على الرغم من ذلك، هناك أمل في العلاج والتعافي.

يمكن أن يشمل العلاج تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد الأفراد على تغيير أنماط تفكيرهم وسلوكهم. كما أن الدعم من الأهل والأصدقاء يلعب دورًا هامًا في مساعدة الشخص على التعامل مع هذا المرض.

من خلال الفهم والدعم، يمكن أن يبدأ الأفراد في استعادة السيطرة على حياتهم والتغلب على الأعراض التي تسبب لهم الضيق. لكن للأسف، العديد من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يخافون من طلب المساعدة بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية أو الحكم من الآخرين.

من المهم رفع الوعي حول الوسواس القهري والعمل على كسر الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي. بذلك يمكن مساعدة المصابين بهذا المرض على الشعور بالأمان والثقة في طلب المساعدة دون خوف من الحكم أو الرفض.

وبالنسبة للذين يعانون من الوسواس القهري، فمن المهم البحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة والمتخصصين في الصحة النفسية؛ إذ يمكن أن يكون الدعم والفهم من العوامل الأساسية في التغلب على هذا المرض والعودة إلى حياة طبيعية ومستقرة.

في النهاية، فإن زيارة الطبيب النفسي هي الخطوة الأولى نحو التعافي. ويجب ألا يكون الخوف والقلق مانعا أو حاجزا لطلب المساعدة.

وكيفما كان المريض النفسي وحالته المرضية فإنه ليس وحيدا في النهاية؛ فهناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون مثله، كما هناك العديد من الأشخاص أو الأطراف التي يمكن أن تساعدهم.

https://anbaaexpress.ma/62lee

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى