في إطار مناورات “الأسد الإفريقي 2025″، نفذت القوات الجوية الملكية المغربية تمرينًا متقدّمًا للتزود بالوقود في الجو، بشراكة مع القوات الجوية الأميركية، وذلك انطلاقًا من قاعدة القنيطرة الجوية، في خطوة تعكس تطور القدرات العملياتية للمغرب وتحالفه الاستراتيجي المتين مع واشنطن.
وشاركت في التمرين مقاتلات F-16 المغربية، حيث تم تزويدها بالوقود جواً عبر طائرة أميركية من طراز KC-135، في عملية تحاكي ظروف القتال الفعلي، وتُعد من أصعب العمليات الجوية التي تتطلب دقة تنسيق وتواصلاً عالياً بين الطيارين.
وتكمن أهمية هذا النوع من التمارين في تمكين المقاتلات من مواصلة مهامها دون الحاجة إلى الهبوط في القواعد الجوية، خاصة في سياقات النزاعات بعيدة المدى أو أثناء التحليق في أجواء معادية. كما يعزز ذلك من جاهزية الطيارين المغاربة في تنفيذ عمليات قتالية طويلة المدى، ويدفع باتجاه تكامل أكبر مع القوات الأميركية في المهام المشتركة.
إلى جانب التزود بالوقود، شملت المناورات تدريبات أخرى معقدة، من بينها الدعم الجوي القريب (CAS)، والإخلاء الطبي في بيئات عملياتية متعددة المجالات، مما يعكس طابع الحرب الحديثة التي تعتمد على التكامل بين القدرات الجوية واللوجستية والطبية في مسرح العمليات.
تأتي هذه التمارين ضمن رؤية استراتيجية مغربية للارتقاء بقواتها المسلحة نحو أعلى درجات الاحتراف، وسط تحولات إقليمية معقدة في شمال إفريقيا والساحل. كما تعكس المناورات مدى التنسيق الوثيق بين الرباط وواشنطن، ليس فقط في المجال الأمني، بل ضمن إطار أوسع لتحالفات استراتيجية تعزز استقرار المنطقة.
وإلى جانب الرسالة التقنية والعسكرية، تحمل هذه المناورات رسالة سياسية بأن المغرب شريك موثوق في الأمن الإقليمي، قادر على خوض تحديات الحرب الحديثة بجاهزية لوجستية وبشرية متكاملة.